فترة الصيف من كل سنة بتبقي من أكتر الشهور المملة من ناحية الاصدارات لأن أغلب الأصدارات الكبيرة يا بتنزل أول السنة يا في اخر السنة و قليل لما تلاقي ألعاب ضخمة أو منتظرة تنزل في الوقت ده. عشان كدة بتبقي فترة جذابة جدًا للمطورين المستقلين عشان ينزلو ألعابهم اللي حطو فيها كل مجهودهم و مش حابين يخاطرو بمنافسة لعبة كبيرة.
السنة اللي فاتت في الصيف نزلت واحدة من أجمل الألعاب اللي من ستوديو مستقل و اللي قدمت منظور جديد في الألعاب و هي لعبة Stray و اللي كنا بنلعب فيها بقطة تايهة. و نقدر نقول انها كانت أفضل لعبة مستقلة في سنة 2022. السنادي بقى مجاتش لعبة مستقلة تعمل قلق لحد دلوقتي، فهل ممكن تكون Viewfinder هي اللعبة ديه؟
قصة اللعبة
لعبة Viewfinder بتحصل أحداثها في وقت ما كوكب الأرض بيعاني من مشاكل المناخ والطبيعة بدأت تتأثر. عشان كدة مجموعة من الشباب قرروا يشتغلو على حل عشان يرجعو للأرض التوازن البيئي مرة تانية. لكن للأسف كل تجاربهم فشلت و اختفى معاهم كل اللي قدرو يوصلوله.
و هنا بييجي دور بطل اللعبة اللي هو انت. اللي بيستخدم جهاز بينقله لعالم افتراضي عبارة عن جزر طايرة في الفراغ. العالم الافتراضي ده هو اللي كان بيقوم فيه المهندسين اللي قبلك بتجاربهم المناخية و هم بيحاولو يوصلو للجهاز اللي ينقذ العالم.
في العالم الافتراضي ده بتقابل Cait، الذكاء الاصطناعي اللي عبارة عن قطة و اللي بيساعدك في رحلتك و بيساعدك في بعض الألغاز. ده غير انه عارف الشخصيات اللي كانت قبلك اكتر منك فهتلاقيه دايمًا بيكلمك عنهم و عن تفاصيل رحلتهم لإنقاذ العالم.
Viewfinder مقدمتش قصة عميقة أو استثنائية. مجرد مشكلة واضحة عشان تديك دافع في انك تكمل اللعبة و تحس انك في عالم فيه حياه مش مجرد ألغاز ورا ألغاز بدون هدف. و الشخصيات اللي كانو موجودين قبلك مبتقابلهمش و أقصي حاجة تقدر تعملها هي انك تسمع التسجيلات الصوتية اللي في كل مرحلة من مراحل اللعبة بتوضحلك تفاصيل أكتر عن مشكلة المناخ اللي بتحصل في العالم دلوقتي.
أسلوب اللعب
كدة كدة Viewfinder مش جاية تقدملنا قصة عظيمة تبهرنا وديه مش نقطة قوتها إطلاقًا. عشان احنا عندنا أسلوب لعب مختلف و عبقري مشوفناش زيه في لعبة قبل كدة. و في رأيي ده هيكون إلهام مهم جدًا لألعاب كتير في المستقبل.
لعبة Viewfinder زي ما شوفنا في الإعلان عنها في حفل توزيع جوايز الألعاب السنة اللي فاتت هي لعبة third person أشبه بالـ Walking simulator. لأن طول وقت لعبك انت بتمشي و بتتنقل من مكان لمكان ومفيش باركور او حاجة زي كدة.
طول فترة لعبك هتقوم علي حل الألغاز و الانتقال من منطقة لمنطقة عن طريق جهاز الـ Teleporter. و اللي دايمًا بيبقي بعيد عنك و عشان توصله محتاج طريق يوصلك بيه. و هنا تظهر عبقرية ميكانيكة التلاعب بالواقع اللي بتقدمها Viewfinder.
بتلاقي صورة بتاخدها وبترفعها قدامك و بضغطة زر. BOOM! تلاقي الصورة تحولت لواقع ثلاثي الأبعاد تقدر تدخله و تتفاعل مع اللي جواه. زي انك مثلًأ لو وصلت لكوبري مش كامل و عايز توصل للناحية التانية منه بتمسك صورة الكوبري اللي لقيتها من شوية و توجهها بالزاوية الصح عشان تكمل الكوبري.
اللعبة بتبدأ معاك بصور بتلاقيها في العالم الافتراضي و بتستخدمها عشان تغير الواقع و توصل للـ Teleporter. لحد ما اللعبة بتديك كاميرا بعد ما بتخلص أول كام مرحلة و هنا بيبدأ يظهر سحر اللعبة. ده لأن في اللحظة ديه هتحتاج تفكر شوية و تظهر ابداعك عشان توصل للحل. و مع عدد الصور المحدود اللي تقدر تصوره بالكاميرا الألغاز بتبقي أصعب شويتين.
ممكن تلاقي الـ Teleporter قدامك بس مقلوب و هنا بتحتاج تصوله و تقلب الصورة عشان تقدر تستخدمه. في أغلب المراحل الجهاز ده بيحتاج بطاريات و بتبقي مهمتك هي انك تجمع عدد البطاريات المطلوب عشان تشغله و تنتقل لتاني مرحلة. ممكن اللغز يبقي ببساطه انك تصور البطارية كذا صورة و تاخد العدد اللي انت عايزه من الصور. أو ممكن يبقي أصعب شوية و تحتاج منك تفكير خصوصًا لو معاك عدد قليل من الصور في الكاميرا.
في اللعبة ديه لو غلط أو استهلكت الصور اللي معاك و برضو موصلتش للحل. تقدر ترجع بالزمن شوية لأي لحظة انت عايزها. انت بتدوس زرار الـ Rewind و بتوقف في أي لحظة. و لو جبت أخرك و برضو موصلتش للحل و أشك ان ده يحصل. هتلاقي في القايمة الرئيسية اللي بتوصلها بزرار ESC او Start خانة للتلميحات بتساعدك في حل الألغاز.
Viewfinder بتقدم 5 مناطق مختلفة كل منطقة منهم بتمثل خلاصة افكار واحد من المهندسين. المميز في اللعبة ديه هي انها مع كل منطقة بتقدم نظام ألغاز جديد و مختلف عن المناطق اللي قبلها. المناطق الأولي بتركز على التصوير بالكاميرا. و في المنطقة التانية الألغاز بتركز علي الوهم و الخداع البصري. فكل حاجة هتشوفها هي مش حقيقة.
و الموضوع بيتطور للأفضل بعد المنطقة التالتة لما تقابل ألغاز الألوان المختلفة. لكن مع آخر منطقتين للأسف الشغف بيقل و بتحس بملل بسبب التكرار. في مراحل اللعب الأولى خصوصًا اللي بتستخدم فيها الكاميرا الألغاز بتكون حلولها مفتوحة. ممكن تحل اللغز بطريقة معينة و الحقيقة ان مش ديه الطريقة اللي مفروض تحله بيها لكن انت اخترعت طريقتك الخاصة.
مع آخر منطقتين بقى حسيت اني تقريبًأ طلعت كل اللي عندي من أفكار ابداعية و غريبة عشان احل بيها الألغاز. و مع المشكلة التانية في اللعبة و هي سهولة الألغاز، بقيت حاسس اني بـ Speed run العبة و هي بالمناسبة تخلص في عدد ساعات يبن 3-6. و انا شخصيًا خلصتها في 3 ساعات و نص و محتش بتحدي صعب في الألغاز إلا في كام لغز يتعدو علي صوابع الأيد الواحدة. في لعبة فيها عشرات الألغاز ديه مشكلة.
بدون حرق صريح نهاية اللعبة حاولت تقدم جانب سوداوي و عنيف عن مشكلة المناخ و عن الكارثة اللي بتحل علي كوكب الأرض و ده من خلال الألغاز برضو. كانت لحظات فيها جانب في شوية توتر و اتقدمت بشكل كويس جدًا.
الرسوميات و الأداء التقني
الألوان الزاهية و الاتجاه الفني اللطيف اللي بتقدمه اللعبة واحد من أفضل جوانبها. اللعبة مبتقدمش واقعية خيالية تاخد عليها جوايز مثلًا. العشب فيها بدائي و كل حاجة حواليك تصميمها بسيط من غير انعكاسات ضوئية كتير. لكن جمالها في البساطة ديه و استمتعت جدًا بأغلب الـ Views اللي بشوفها في اللعبة.
مشكلتي مع بيئة اللعبة هو التكرار. في مناطق أول ما بتخشها بتلاقي Cait القطة اللي معاك بيوصفلك ان أد ايه المكان ده جميل و ان المهندسة اللي كانت مسئولة عن المكان ده زوقها مفيش زيه. بس انا بالنسبالي نفس الحاجات شوفتها قبل كدة و بعدها كمان اتكررت تاني. مع اختلاف ترتيب كل حاجة في المكان.
أما بقى عن الأداء التقني فده أكتر حاجة يستحق عليها الاستوديو المطور تحية كبيرة. ان انت تعمل لعبة بتتلاعب فيها بالواقع بالشكل ده و حرفيًا تقدر تغير كل حاجة حواليك عن طريق التصوير، و كل ده من غير مشاكل تقنية ولا جليتشات كان شئ رائع بصراحة. يمكن تقولي ان ده الطبيعي، بس باللي بنشوفه في ألعاب كبيرة بتقدم ميكانيكيات ابسط و اقل حرية يخلينا نقدر الشغل التقني اللي في Viewfinder.
كمان في ميكانيكية الـ Rewind أو الرجوع بالزمن كان في سلاسة رهيبة و مقابلنيش أي مشاكل و كنت برجع لأي لحظة انا عايزها بسهولة و سرعة كبيرة.
التقييم
بصراحة Viewfinder رغم بعض المشاكل اللي اتكلمت عنها فهي واحدة من أمتع ألعاب الألغاز اللي لعبتها السنادي. و لو في منها جزء تاني أتمني نشوف قصة أحسن و أسلوب لعب أعمق يديني خيارات أكتر.
