الصراع الأبدي بين ملاك الـPC و ملاك أجهزة البلايستيشن استمر لسنين طويلة, اتميزت دايمًا Sony بترسانة حصريات جبارة يُحسد عليها ملاك اجهزة بلايستيشن. واحدة من أفضل الحصريات دي هي لعبة The Last of Us و اللي نزلت في 2013 علي جهاز PlayStation 3. و انتقلت بين الأجيال من جهاز PlayStation 4 لحد جهاز PlayStation 5. و علي الجانب الآخر لاعب الـ PC فضل مستني 10 سنين عشان يلعبها.
خصوصًا مع صدور مسلسل اللعبة من انتاج HBO و اللي نجح جدًا و ساعد علي رفع حماس لاعبين الـ PC لنسختهم اللي كانت جاية قريب. خصوصًا بالنسبة للي ملعبوش اللعبة إطلاقًا و فضلوا سنين يحموا نفسهم من حرق القصة. و أخيرًأ بقينا قدام نسخة الـ PC من واحدة من أعظم حصريات Sony اللي صدمت اللاعبين بأداء مهزوز سبب حالة من القلق و الكل بيسأل, هل اللعبة دي شغالة كويس علي PC؟ هنشوف ده في المراجعة التفصيلية للعبة The Last of Us Part 1 (PC).
قصة اللعبة
بالنسبة لملاك أجهزة الـ PC اللي كانو متجنبين الاحتكاك بقصة اللعبة عشان الحرق. هقدملك نبذة عن القصة تعرفك انت داخل علي أيه من غير حرق.
أحداث اللعبة بتدور حول نوع من الفطريات اللي بدأت تصيب الأنسان, و اللي حولتهم لكائنات هدفها الوحيد هو مهاجمة البشر الغير مصابين لنقل الفطريات ليهم و ضمهم ليهم. كائنات أشبه بالزومبي جدًا لكنها أسرع و أشرس. بطل اللعبة هو الأب Joel و اللي بيصحي في ليلة هادئة علي خبر من أخوه أن الدنيا مقلوبة في المدينة و أنهم لازم يهربو فورًا.
دي مجرد بداية للأحداث. لأن بعد منعطفات كتير بتحصل, Joel بيقابل Ellie و بينطلق معاها في مغامرة وراء هدف محدد و هو انقاذ البشرية.
قصة اللعبة مميزة لأقصى حد لأسباب كتير. أهمها هي التفاصيل اللي فيها. زي ان الفطر اللي سبب مرض الزومبي هو فطر موجود بالفعل في الطبيعة, و بيقوم بنفس العملية علي الحشرات. و ده ادى للقصة وزن وقيمة لأننا قدام حاجة واقعية. ده غير الأحداث اللي بيقابلها أبطال اللعبة خلال رحلتهم و اللي بالمناسبة رحلة طويلة جدًا هيمروا خلالها بكذا فصل من فصول السنة زي الشتاء القارص أو الربيع الجميل و الأشجار و الأزهار في كل مكان.
نرجع لنقطة الأحداث و اللي نجح مخرج اللعبة بامتياز انه يحبكها بطريقة مثالية. بداية من الشخصيات, فكل شخصية بتقابلها في رحلة اللعبة ليها دور مهم في الأحداث و بنسبة كبيرة هتسيب أثر سواء في القصة أو فيك انت كلاعب. اللعبة بتعرض كمان كذا جانب من جوانب نهاية العالم. زي الجانب السياسي و اللي بنشوفه في سيطرة الجيش علي مجريات الأمور و العنف بقي الحل السياسي السائد.
و برضو الجانب الاجتماعي و اللي بنشوفه فكل حتة في ملامح عالم اللعبة من قصص الشخصيات اللي اتحولوا أو الشخصيات اللي انتحرت عشان متتحولش. و حتي وصولنا لمجموعة اضطرت انها تاكل لحوم بعض عشان تعيش في العالم ده. كل التفاصيل دي بتخلينا قدام واحدة من أعظم قصص الألعاب اللي هتقابلها في حياتك من الأيقونة The Last of Us.
ايه الجديد في ريميك The Last of Us
ريميك The Last of Us و اللي نزل علي جهاز PS5 و اللي اتعمل منه نسخة الـ PC اللي بنتكلم عنها كان مليان تغييرات كتير عن اللعبة الأصلية ضافت كتير للعبة. زي التعديلات الرسومية و اللي أهم تعديل فيها كان علي موديل الشخصيات. و اللي خلى أشكالهم أكثر واقعية و حيوية.
كمان تم إضافة حاجات كتير في عالم اللعبة لملئ الفراغات. و ده عشان يستغلوا قدرات أجهزة الجيل الجديد بالكامل. يعني مثلًأ تم إضافة مباني ضخمة و مرتفعة في مشهد بعض الأماكن بدل ما كنت بتشوف فراغ قدامك. و بالنسبة لبعض الأماكن الداخلية زي الغرف اللي جوة المباني برضو تم تعديلها عشان تبقي اكثر واقعية.
كمان تم تعديل نظام تطوير الأسلحة. و اللي ظهر لأول مرة في الجزء التاني من اللعبة. و كان مميز جدًا و خلي اللاعبين يتمنوا يشوفوه في أول جزء و ده اللي حصل في الريميك. ده غير تعديلات تانية كتيرة زي تفاعل البطل مع الأوراق و الأشياء حواليه و ازاي يقدر يقرأ الأوراق من غير ما تضغط علي زرار فتح الشنطة و تدور علي الورقة بنفسك.
و واحد من أهم التعديلات اللي ميزت الريميك هي نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بالأعداء. و اللي كان فيه بعض المشاكل في نسخ الجيل القديم زي انه ممكن يعدي من جنبك و ميشوفكش أو أن ايلي تبقي واقفة قدام العدو و يتجاهلها تمامًا. تم تعديل المشكلة ديه و بقوا أكتر ذكاء و منطقية.
ديه أبرز الحاجات اللي خلت نسخة الريميك مش مجرد تحسين بصري للعبة. بل ديه كمان خلتها لعبة جيل جديد بامتياز و مواكبة لتطور عناصر ألعاب نهاية العالم و الزومبي. و طبعًا أهم حاجة ان قصة The Last of Us العظيمة محصلهاش أي تعديل.
جرافيك مبهر أفسدته المشاكل التقنية
نسخة جهاز PS5 لعبة The Last of Us قدمت جرافيك ممتاز جدًا. و هي كانت ريماستر لنسخة الجيل اللي فات. نسخة الـ PC من لعبة The Last of Us هي ريميك لنسخة PS5 من اللعبة. و ده كان واضح جدًأ في الجرافيكس و اللي نقدر نقول انها ممتازة جدًا. لكن مع المشاكل التقنية اللي هنتكلم عنها كمان شوية فاللاعبين مقدروش يستمتعوا بالجرافيك بالشكل المطلوب.
كمان Sony قدمت قائمة محترمة جدًا للتعديل علي الجرافيكس بحرية تامة. تقريبًا كل تفصيلة تخص الجرافيكس تقدر تعدل عليها و تختار الجودة المناسبة ليك. زي الظلال و الوضوح و عمق الخامات و غيرها من التفاصيل. و تم تحسين القائمة ديه بأنك هتشوف علي يمين الشاشة الفرق بين قبل و بعد التعديل. يعني لو غيرت حاجة في الجرافيك فهتشوف تأثيرها فورًا و مش هتحتاج تخرج و تطلع عشان تشوف التأثير.
أداء نسخة الـ PC من The Last of Us مش أحسن حاجة
أكيد تابعت و شوفت الأخبار المنتشرة بخصوص الأداء الكارثي للعبة The Last of Us PC. و اللي فاجئتنا بتقييمات سيئة علي منصة Steam. حتي إن البعض نصح بعدم شراء اللعبة من الأساس. و البعض الآخر وصف اللعبة “بمحاكي الجليتشات”.
و مع أخذ تقييمات علي نطاق واسع هتكتشف ان تجربة اللاعبين كانت متفاوتة جدًا. بعضهم صرح ان اللعبة عملت Crash أكتر من 5 مرات خلال ساعتين لعب. و البعض الآخر قال انه مقابلش ولا Crash يعني اللعبة مقفلتش عنده خلال أكتر من 3 ساعات لعب.
أما عن صور الجليتشات المنتشرة فهي للأسف حقيقية. اللعبة وقت إصدارها كانت بتعاني بشدة للحفاظ علي معدل إطارات ثابت. فهتلاحظ تقريبًا ان معدل الإطارات بيتغير بمعدل كبير كل كام ثانية. و طبعاً مع كمية كبيرة من الجليتشات و اللي بتتنوع بين جليتشات في الرسوميات زي الصور المنتشرة لأوجه بعض الشخصيات و هي مش مظبوطة. و بعض الجليتشات اللي في عالم اللعبة نفسه زي اختفاء الأشياء أو انك تقع تحت الأرض في الفراغ أو ان كل حاجة حواليك تقف فجأة مكانها.
لكن لو رجعنا شوية للنصايح التقنية اللي موجودة, هتلاحظ ان المطور نصح اللاعبين بشكل مباشر بانتظار تحميل الـ Shaders بشكل كامل قبل بداية اللعبة. و ده عبارة عن عداد هتلاقيه في جنب الشاشة و المفروض انك تستناه لحد ما يكمل 100%. رغم ده اللعبة تتيحلك انك تباشر في اللعب قبل ما التحميل يخلص علي الآخر.
و ده اللي خلى كتير من اللاعبين يقتنعوا ان اللعبة عمرها ما هتظهر بالسوء ده و ان بالتأكيد الناس اللي واجهت مشاكل مدتش فرصة لتحميل الـ Shaders. لكن حتي لو استنيت تحميلها يخلص فللأسف برضو مش هتاخد التجربة اللي تستحقها لعبة زي The Last of Us.
المشكلة الأخري أنك لو قررت تستني تحميل الـ Shaders فانت ممكن تضيع ساعتين تقريبًأ و انت مستنيه يخلص.و دي لو سألتني فهي مشكلة بتواجهها ألعاب كتير خصوصًأ اللي اتعملت بمحرك Unreal Engine و اللي بيحاول المطورين حلها عشان الـ Shaders تحمل أسرع.
يعني باختصار احنا قدام لعبة عندها مشاكل كبيرة في الـ Optimization. و اللي في رأيي خبر سعيد. لأن ياما شوفنا ألعاب نزلت بمشاكل تقنية كارثية و اقدر اقولك قايمة طويلة بالألعاب ديه. و اللي بعد كذا تحديث قدرت تتحول للعبة مستقرة بجودة ممتازة.
Naughty Dog تعتذر و تحديث جديد أنقذ اللعبة
قدمت ستوديوهات Naughty Dog المطورة للعبة اعتذار رسمي للاعبين الـ PC علي الإطلاق السيء للعبتهم و بيأكدوا للاعبين انهم مكرسين كل وقتهم لإصلاح المشاكل ديه و انهم قريب جدًا هيشوفوا نسخة مثالية للعبة.
و ده ظهر بعد أول تحديثين نزلو للعبة. و اللي صلحوا مشاكل كتير جدًا منها مشاكل الجليتشات الكتير و برضو المشكلة الأكبر و هي معدل الاطارات الغير ثابت. يعني بالنسبة لأصحاب الأجهزة القوية و الأغنياء اللعبة بقت قابلة للعب و تقدر تستمتع بوقتك معاها بنسبة كبيرة من غير مشاكل كتير.
لكن بالنسبة للأجهزة المتوسطة و الأقل فللأسف يفضل انكوا تستنوا شوية علي اللعبة. لأن الأجهزة الضعيفة مشاكلها موقفتش عند مجرد تقطيع. لكن اللعبة بقت بتقفل تمامًا كل شوية. و Naughty Dog أكدوا ان ديه مشكلة كبيرة جدًا بالنسبالهم و هم حاليًا بيهتموا بيها كأولوية عشان تبقي اللعبة مناسبة لجميع الفئات.
التحديثين اللي نزلوا ركزوا بشكل كبير علي حل مشكلة استهلاك المعالج و ذاكرة كارت الشاشة. فاللعبة كانت بتستهلكهم بشكل كامل. و ده اتحل بنسبة كبيرة و اللي لاحظه اللاعبين ان استهلاك جهازهم بقى أقل مع اللعبة. يعني مثلًأ استهلاك كرت الشاشة كان ثابت عند 90% و ده مؤشر جيد ان اللعبة قدرت تاخد اللي احتاجته من الموارد من غير ما تستهلك أكتر من اللازم.
الأداء التقني على الحاسب
جربنا اللعبة بعد التحديثات اللي نزلت عشان تصلح اداءها على أكثر من جهاز ودي كانت مواصفات الأجهزة واداء اللعبة معانا
بما ان مواصفات الجهاز تعتبر هي الأعلى فتوقعنا ان اداء اللعبة هيكون أسلس ما يكون. اللعبة حققت 80 إطارًا في الثانية على أقصى اعدادات Ultra بدون تطبيق DLSS و بدقة 3840×2160.
و حققت 100 اطار عند تطبيق نفس الاعدادات ولكن مع تشغيل تقنية DLSS
جربنا اللعبة على دقة 1920×1080 وبأعلى اعدادات Ultra اللعبة اشتغلت بمعدل 115 اطار في الثانية من غير تفعيل DLSS.
مع تفعيل DLSS وبنفس الاعدادات اللعبة اشتغلت بمعدل 145 اطار في الثانية.
جربنا اللعبة بدقة 1920×1080 على إعدادات متوسطة مع تفعيل DLSS اللعبة اشتغلت بمعدل 85 إطار لكل ثانية و كان بيحصل شوية دروب فريم لما الاكشن بيكتر و ممكن معدل الإطارات يوصل لـ 40 إطار او أقل !
استنتجنا من التجارب التلاتة ان مشكلة اداء اللعبة مش مشكلة امكانيات، فبرغم ان اللعبة طالبة امكانيات عالية لكن حتى الاجهزة الخارقة واجهت مشاكل برضو في معدل الاطارات. و نتمني ان بعد التحديثات نوصل لمرحلة ان الاجهزة المتوسطة يبقي عندها فرصة تجرب اللعبة زي ما حصل مع العاب كتير قبل كدة.
الخلاصة
أكيد نسخة الـ PC من لعبة The Last of Us مش النسخة المثالية لواحدة من أفضل ألعاب الزومبي في تاريخ صناعة الألعاب. فالمشاكل مكانتش مشاكل تقنية بسيطة. بل أن بعض الناس اللعبة عندهم مكانتش قابلة للتشغيل من الأساس حتي علي الأجهزة الخارقة. لكن زي ما قولنا الخبر السار للاعبين هو أن المشاكل ديه بتتصلح مع الوقت و واثق اننا مع الوقت و قريب جدًا هنشوف نسخة محترمة جدًا تقدم أحسن تجربة للاعبين استنوا سنين عشان يعيشوا تجربة زي دي.
و لو هنقيم The Last of Us كلعبة فهي تاخد أعلي تقييم ممكن, لكن تقييم نسخة الـ PC مش أحسن حاجة لأنها مقدرتش تقدم نسخة مقبولة حتى قابلة للعب لحد ما ينزل تحديث يصلح كل المشاكل. و يعتبر شراء اللعبة دلوقتي مخاطرة غير مرغوب فيها. و نصيحة مني استني التحديثات اللي هتنزل قريب و اشتريها بعد ما تتأكد انها اتصلحت تمامًا و متخافش, مش هتستني كتير.