الجيل القديم جدًا من الألعاب يعني علي التسعينات و بداية الألفينات كدة اتأسست معظم تصنيفات الألعاب اللي احنا بنحبها جدًا دلوقتي. و كتير ألعاب لعبناها و حطيناها في المركز الأول في قايمة الألعاب اللي لعبناها بس منعرفش هي الفكرة ديه جابو الإلهام بتاعها منين و التصنيف ده بدأ ازاي؟
من ضمن الألعاب اللي في ناس بتقول عليها من الأفضل في التاريخ هي Bioshock. لعبة الـ Immersive Sim و التصويب اللي من منظور الشخصي الأول اللي كسرت الدنيا بثلاثيتها. بس انا هنا مش عشان اكلمك علي الثلاثية العظيمة ديه. انا جاي اقدملك مراجعة الأب الروحي للعبة ديه و للتصنيف ده عمومًا و هي System Shock. و اللي نزلها ريميك جديد لنسختها الأولي اللي نزلت سنة 1994.
قصة اللعبة
في سنة 2072 و في وقت ما العالم تطور تطور رهيب و العربيات بقت بتطير و المباني بتعدي السحاب, الذكاء الاصطناعي كمان عدي السحاب و بقي قوي بشكل لا تتخيله و هتعرف ليه بعدين. بطلنا و هو “Diego” أو زي ما بيسموه “The Hacker” بيقوم بعملية سرقة في أحد مباني شركات التكنولوجيا الضخمة عشان يسرق داتا الشركة.
الشركة بتاخد و الشرطة بتقبض عليه متلبس. بعدها دييجو بصلاقي نفسه علي مكتب و قدامه لابتوب و بيتخير بين خيارين, الموت, أو تهكرلنا الذكاء الاصطناعي بتاع المحطة الفضائية و تشيل القيود الأخلاقية اللي محطوطاله, عشان يبقي ذكاء خارق بلا أخلاق و يقدرو يوجهوه زي ما هم عايزين. و لسوء حظهم الذكاء الاصطناعي ده هو “SHODAN”.
دييجو بيعمل اللي مطلوب منه و كمكافئة بيتعمله عملية زراعة تحسن من وظايف جسمه. بعد العملية بشهر بيصحي دييجو و هو علي متن المحطة الفضائية و يلاقي ان كل اللي علي متن المحطة الفضائية اتحولو يا إما لروبوتات يا إما مسوخ. و ده لأن الذكاء الاصطناعي SHODAN كان أذكي من البشر و لما اتشال منه القيود الاخلاقية قرر يصنع فيروسات الكترونية تحول المحطة كلها لمسوخ و هدفه أنه يقضي علي البشر عشان شايفهم أقل ذكائًا و ملهمش لازمة.
من أكتر الحاجات اللي ميزت قصة System Shock و اللي بالمناسبة اتكتبت من 29 سنة تقريبًأ, هي ان القصة بتمثل مستقبل احنا خايفين منه دلوقتي بعد ما شوفنا تكنولوجيا زي GPT و غير. فده أنسب وقت يتعمل في ريميك لقصة زي ديه عشان باختصار ديه قصة سابقة لعصرها جدًا رغم ان افكارها بسيطة.
كمان القصة بتقدم واحد من أعظم الـ Villains في الألعاب و هو SHODAN, هو اه انت مش هتقابله و كل اللي يقدر يعملهولك انه يقفلك باب او يوقفلك اسانسير او يبعتلك 3 مسوخ يخلوك تاخدها جري في لأي حتة امان. لكنه بيقدم حوارات مخيفة فعلًا, خصوصًا انه طول الوقت بيستحقر البشر و بيوصفهم بالحشرات, مع صوته الرقمي اللي بيقطع هتحس انك قصاد عدو معندوش ذرة رحمة.
القصة مفيهاش مشاهد سينمائية غير واحد بس في بداية اللعبة. بقيت اللعبة انت بتعرف تفاصيل القصة من خلال الرسايل اللي سايبها الناس اللي اتحولت أو اتقتلت. كمان التسجيلات الصوتية هي اكتر حاجة بتشرحلك ايه اللي حصل علي المحطة خلال الشهر اللي كنت نايم فيه.
أسلوب اللعب
System Shock هي الأب الروحي لألعاب الـ Immersive Sim, ده لأنها قدمت خريطة مفتوحة و سابتلك الاستكشاف, هتستكشف القصة براحتك و تجمعها زي قطع الـ Puzzle كدة بالظبط, و كل تسجيل صوتي هتسمعك هيمثلك جزء من الصورة الكاملة.
كمان هتستكشف عالم اللعبة و اللي بيتكون من طوابق كتير في المحطة الفضائية. طول مانت بتستكشف و بتوصل لأماكن أكتر في اللعبة فانت بتتقدم في القصة لأنك بتلاقي تسجيلات في المناطق ديه, و كمان لأن معظم المناطق بتتطلب منك حل لغز عشان تعرف تفتحها. ممكن اللغز ده يكون بسيط ببساطة رقم سري تلاقيه في ميل واحد من سكان المحطة. أو ممكن يكون صعوبة لوحة كهربية كبيرة لازم توصل الكهربا فيها من نقطة لنقطة عشان تفتحلك طريق تعدي منه.
اللعبة هي تصويب من منظور الشخص الأول. و جزء من الاستكشاف فيها هو انك تستكشف الخريطة عشان تلاقي العتاد اللي هتواجه بيه اعدائك. العتاد ده أهم حاجة فيه هي الأسلحة, و اللي بتتكون من أسلحة يدوية عادية و أسلحة نارية زي المسدسات.
دايمًا اللعبة بتكافئ اللاعب اللي بيجتهد و مبيسيبش حتة الا و بيستكشفها. كل ما تستكشف اكتر هتلاقي اسلحة اقوي, و هنا بنتكلم عن اسلحة اقوي فعلًا لأن تنوع الأسلحة في اللعبة ديه حلو جدًا, هتلاقي بنادق و مسدسات عادية و مسدسات ليزر و أسلحة آلية و كل اللي قلبك يحبه. كمان في قنابل متفجرة و قنابل دخان, يعني اللعبة بتقدم تنوع كبير في الطريقة اللي هتقاتل بيها اعدائك.
نظام التصويب بسيط جدًا, لكن رغم بساطته فهو ممتع جدًا وسلس, هو عبارة عن تصويب عادي مع وجود ميكانيكية الانحناء يمين و شمال.
و من الحاجات اللي عجبتني جدًا في اللعبة و زودت الواقعية هي نظام الحقيبة أو الـ Inventory. عارف الشنطة اللي في لعبة Resident Evil 4 اللي بتنظمها بنفسك عشان تسيب مساحة لأدوات جديدة؟, أهي سيتستم قدمت نفس النظام بطريقة متختلفش كتير عنها لكنه كان اضافة للعبة و بيخليك طول الوقت تنظم في شنطتك خصوصًا لما تتقدم في اللعبة و تلاقي اسلحة اكتر.
لازم تبقي عارف ان System Shock مش لعبة سهلة زي مانت متخيل, اللعبة فيها كذا مستوي صعوبة و بتخصصه زي مانت عايز, يعني تقدر تخلي الألغاز صعبة لكن المعارك اسهل حاجة, أو ممكن تعمل كل حاجة علي اسهل مستوي و تستمتع بالقصة بس. بس في كل الحالات مستوي صعوبة المعارك بيفرق في عدد الوحوش اللي بيرسلهملك الذكاء الاصطناعي, و عدو واحد بمسدس ليزر كافي يموتك.
و عشان اللعبة تزود كمان تنوع, فطول مانت بتلعب هتلاقي نوعين من التعزيزات. التركيبات و ديه حاجات بتلاقيها و بتركبها علي شخصيتك و بتفضل شغالة علطول, زي التركيبة اللي بتظهرلك مؤشر الStamina عشان لو بتجري كتير, و الإضافة اللي بتخليك تقدر تنور فلاش في الأماكن الضلمة. كمان في تعزيزات مؤقتة زي ان زيدة الصحة بتاعة اللاعب أو ان الـ Stamina متقلش بسرعة او انك تشوف في الضلمة.
نيجي بقي لجزء مهم في اللعبة و هو الرعب, أيوة لعبة System Shock مش لعبة رعب رسمي, لكنها فيها شوية عناصر رعب كافيين جدًا يقلقوك و انت بتلعب. أولًا الخريطة معظمها ضلمة, فانت هتبقي ماشي و انت و حظك ممكن يطلعلك واحد من المتحولين يخليك تنط من علي الكرسي.
كمان اللعبة أبدعت في تصميم الأصوات. طول مانت بتلعب مش هتلاقي موسيقي في الخلفية مثلًأ لأ, انت هتبقي سامع صوت صفير الهوا للي ماشي في المواسير مع صوت خطوات رجلك, و لو في واحد من المتحولين قريب منك فصوته هيندمج مع الاصوات اللي فاتت ديه و هيعملك جو مقلق جدًا. و ديه واحدة من أكبر مزايا اللعبة.
غير الجزء السمعي تعالي نتكلم عن الجزء البصري. اللعبة الأصلية كانت قديمة جدًا و كانت ألوانها كلها فاقعة بحكم الاتجاه الفني وقتها. لكن في الريميك المطورين قررو يعملو ميكس رهيب بين الماضي و الحاضر. الاتجاه الفني للعبة مركز انه يقدملك رسم واقعي بيبان تفاصيله بشكل حلو جدًا كل ما تقرب منه, لكنه برضه في طابع قديم بيبان في الرسومات المبكسلة لبعض الادوات و البيئة اللي حواليك, هتحس انك رجعت بالزمن و انت بتلعب.
للأسف اللعبة مش مثالية و كان فيها كام عيب كدة مؤثرين شوية. زي ان الذكاء الاصطناعي للأعداء ساعات بيتصرف تصرفات غريبة جدًا, يعني ممكن تلاقي واحد منهم بيتمشي قدامك و ميشوفكش, حتي لو ضربت عليه مش هياخد رد فعل لحد ما تموته. أو العكس, ممكن تبقي معدي من بعيد تلاقيه لف و ضربك و تبقي عايز تقوله انت شوفتني ازاي!
كمان اللعبة فيها شوية جليتشات مش لطيفة. زي ان الاعداء لما بتموتهم ممكن جدًا ينزلو تحت الأرض أو يطيرو و يلزقو في السقف. ممكن تلاقيه بيتحرك و تحس انه هيقوم تاني مش عارف ليه.
لكن الجليتش اللي أثر جامد في التجربة و ضيع عليا ساعتين لعب هو ان فجأة مبقتش قادر اتفاعل مع اي حاجة في العالم ولا اتقدم في اللعبة لأن اللعبة بتقولي ان في أعداء بيهاجموني و لازم اقتلهم الأول, مع ان المكان كله حرفيًا فاضي. ضيف علي كدة ان التسجيل في اللعبة ديه يدوي, أو يمكن كان لازم افعل التسجيل التلقائي بشكل يدوي, بس ده خلاني اضطر اعيد ساعتين لعب لأني ببساطة مسجلتش لعبي قبل ما الجليتش يحصل إلا من ساعتين. و متنساش انك لو مسجلتش و محصلكش اي جليتشات بس موت, برضو هترجع لآخر تسجيل ليك و هتعيد كل ده تاني.
باختصار ده واحد من أفضل الريميك اللي لعبتهم الفترة الأخيرة مش لأنه قدم تجربة استثنائية, بل لأنه حافظ علي هوية لعبة من التسعينات و ادي فرصة للجيل ده أنه يجربها, بل و قدر كمان انه يخليها ممتعة جدًا لجيل زينا متعود علي ألعاب الشوتينج و الأكشن السريع و العالم المفتوح اللي بنستكشفه براحتنا, و كمان فرصة لمحبي سلسلة Bioshock يعرفوا الأسطورة بتاعتهم أيه هو مصدر إلهامها.