من أول ما تم الإعلان عن لعبة Metaphor: ReFantazio، والتوقعات كانت عالية جدًا، ويمكن نقول إنها وصلت السماء؛ وده طبيعي، لأن اللي وراء اللعبة هو فريق التطوير Atlus، واللي لو متعرفش، هم مطورين واحدة من أنجح السلاسل في تاريخ الألعاب، وهي سلسلة Persona. فالناس عندها فضول كبير تجاه اللعبة الجديدة، خصوصًا وأن المشروع كمان من إخراج نفس المخرج لعبة Persona 5 “كاتسورا هاشينو”. فعشان كدا الحماس كان عالي، لكن في نفس الوقت، كانت فيه مخاوف كبيرة إن اللعبة تطلع مجرد نسخة جديدة من Persona من غير ما تقدم أي جديد. فهل اللعبة وقعت في نفس الفخ اللي الناس كانت خايفة منه؟ ولا قدرت تتميز وتطلع بحاجة فريدة فعلًا؟ فيلا بينا نشوف الدنيا بتقول إيه؟!

قصة اللعبة

لعبة Metaphor: ReFantazio بتحكي قصة مملكة اسمها “يوكرونيا”، المملكة دي بتعاني من الظلم وانعدام العدالة، وبيحكمها نظام ملكي فاسد. المملكة دي كانت في يوم من الأيام اتأسست على إيد بطل عظيم، بس بمرور الوقت، الدنيا باظت بسبب التمييز، وظهور مخلوقات غريبة ووحوش مرعبة. القصة بتبدأ باغتيال الأمير والملك بتوع المملكة، واللي بيخلي العرش فاضي.

البطل في اللعبة هو واحد من أفراد قبيلة “إيلدا” المضطهدة، وبيبدأ رحلته عشان يرفع اللعنة اللي أصابت الأمير اللي أكتشف أن الأمير لسة عايش وممتش. عشان يحقق ده، لازم يشارك في بطولة ملكية، والبطولة دي هي اللي هتحدد مين هيبقى الحاكم الجديد للمملكة. الغريب في القصة إن البطولة دي نفسها مرتبطة بتعويذة سحرية، الملك الراحل كان هو اللي عملها، وبتدي لأي حد في المملكة الفرصة إنه ينافس على العرش.

البطل في رحلته بيقابل شخصيات من قبائل مختلفة، كل قبيلة لها ثقافتها وقدراتها الخاصة، وفيه 8 قبائل في اللعبة، وكل واحدة ليها صفاتها ومميزاتها؛ ومع بناء التحالفات دي، البطل بيكتشف حقائق مخيفة عن المملكة، ولازم ياخد قرارات صعبة جدًا هتؤدي لنهايات مختلفة. يا إما هتدمر العالم، أو هتنقذه. القصة مش بس فيها مشاكل ومخاطر من البشر، لكن كمان فيه كائنات غريبة اسمها “البشر”، ودي وحوش غامضة عندها قدرات سحرية مرعبة، وبتسبب خراب في المملكة، وتهدد بقاء الناس اللي عايشين فيها.

اللي بيميز Metaphor: ReFantazio عن ألعاب Persona إن البطل هنا ليه صوت، رغم إنه مش بيتكلم كتير زي باقي الشخصيات، لكنه عنده مشاعره وأفكاره اللي بيعبر عنها بطريقته.

الجيم بلاي

اللعبة، بما إنها من Atlus ومن نفس مخرجPersona 5، الناس كانت خايفة إنها تكون مجرد لصق ونسخ من الألعاب اللي فاتت. لكن اللي بيحصل هو مزيج بين الجديد والمألوف. 

نظام القتال هو هو اللي موجود في سلسلة Persona واللي اسمه Squad Battles، وده معتمد على إنك بتستخدم كل فرد في فريقك في القتال بالتبادل بينهم، وبعدها بييجي دور الخصم، وبعدين دورك تاني. لما المعركة تبدأ، فيه قائمة في أعلى الشاشة بتوضح ترتيب الأدوار بين الفرق. القتال في اللعبة فريد ومميز، وكل فرقة عندها وحدات مختلفة، وكل وحدة ليها قدرات ومهارات معينة. استراتيجيتك هنا هتعتمد على إزاي هتوزع الوحدات دي وتتحرك بيها في المعركة. كل وحدة عندها مهارات هجومية، دفاعية، أو حتى دعمية، بناءً على دورها.

فيه كمان حاجة اسمها نظام Press Turn، وده بيخليك تقدر تهاجم الأعداء في الوقت الفعلي قبل ما تبدأ معركة Squad Battles. لو قدرت تشتتهم قبل ما المعركة تبدأ، هتدخل المعركة وهما صحتهم قليلة، أو حتى تقدر تقتلهم من غير ما تدخل في قتال لو كانوا أضعف منك. النظام ده شبيه بنظام المعارك في ألعاب Persona، لكن مع لمسات جديدة.

الحاجة اللي فعلا مختلفة هنا هي نظام الفئات أو الوظائف. يعني بدل ما تعتمد على قتل الوحوش وجمع العناصر زي اللي بنشوفه في Persona، اللعبة هنا مركزة على الفئات زي الفارس، الساحر، المحارب، وغيرها. وكل فئة عندها أسلحتها وقدراتها الخاصة. اللعبة بتديك فرصة تطور الشخصيات من خلال تعزيز العلاقات بينهم، واللي هيخليهم أقوى ويفتح لك فئات جديدة ومهارات مميزة.

اللعبة كمان فيها نظام استراتيجي للتخطيط قبل كل معركة. تقدر تتكلم مع مخبرين في كل منطقة عشان تعرف معلومات عن نقاط ضعف الأعداء، وده بيساعدك تخطط صح وتستغل قدرات فرقتك في المعركة.

نظام المهام هنا مشابه لحد كبير لسلسلة Persona، لأن اللعبة برضو معتمدة على نظام التقويم. عندك فترة بعد الظهر والمساء، تستغلهم في استكشاف الزنزانات أو إنك ترجع للمدينة عشان ترتاح. ودي فرصة كويسة تحضر نفسك قبل ما تدخل في المهام الكبيرة. خلال الفترة دي، ممكن تعمل حاجات كتير عشان تطور شخصياتك وتخليهم أقوى.

الجرافيك

واحدة من أكتر الحاجات المميزة في اللعبة هي الجرافيك والتوجه الفني. Atlus معروفين بشغلهم الفني الرائع، واللعبة دي مش استثناء. تصميم الشخصيات والوحوش في اللعبة مستوحى من فنان من القرن السادس عشر اسمه “هيرونيموس بوش”، والنتيجة إن كل وحش وكل بيئة في اللعبة ليها طابع خاص ومميز.

اللعبة كمان مقسمة لثلاث مناطق رئيسية، وكل منطقة بيعيش فيها قبائل مختلفة، والقبائل دي بتتميز بشكلها الخاص وثقافتها المميزة. تصميم البيئات في اللعبة خلاب، وبيخلي العالم يبدو متكامل.

وكمان زي ما تعودنا من Atlus، واجهة المستخدم وتصميم القوائم دايمًا بيكون رائع، لكن هنا الموضوع وصل لمستوى جديد. القوائم والأيقونات متصممة بشكل يخليها جميلة وسهلة الاستخدام في نفس الوقت.

التقييم النهائي

10\10

لعبة Metaphor: ReFantazio بتثبت إنها مش مجرد نسخة مكررة من Persona، لكنها تجربة جديدة مليانة عمق وابتكار. القصة الجذابة، مع الشخصيات اللي بتتطور على مدار الأحداث، بتخليك متشوق تعرف النهاية، والنظام القتالي بيعتمد على الاستراتيجية والتنويع بين القدرات بشكل ممتع. الجرافيك الخلاب والتوجه الفني المميز بيضيفوا للعبة جمال بصري غير عادي. Atlus نجحت في تقديم لعبة تجمع بين الأصالة والتجديد، وتأكدت إنك هتستمتع بتجربة فريدة من نوعها، سواء كنت من عشاق Persona أو بتدور على مغامرة جديدة ومثيرة في عالم خيالي مليان بالتحديات.