في سنة 2020 أطلق سكوير اينكس أول أجزاء الريميك المقسم على 3 أجزاء لواحدة من أهم الألعاب في سلسلة فاينال فانتسي وهي الجزء السابع اللي نزل لأول في سنة 97 وبيتقدم للجمهور بشكل معاصر ومناسب للجيل الحالي، واللي بيتكلم عن رحلة المرتزق كلاود وصحابه في مواجهة شركة شينرا، والريميك ده قدر يقدم واحدة من أفضل التجارب في عالم الألعاب سواء لمحبي السلسلة أو للجداد عليها.
وبعد 4 سنين كاملة بيصدر الجزء الثاني Final Fantasy 7 Rebirth اللي بيكمل أحداث الجزء الأول مباشرةً واللي يعتبر من أكتر ألعاب سنة 2024 المنتظرة من جمهور السلسلة وبرضو من أكتر حصريات PlayStation 5 المنتظرة خلال السنة دي، ودلوقتي بعد ما قدرنا نخلص اللعبة ونجرب كل حاجة فيها تقريبًا، فهل قدر الجزء ده يقدم تجربة كويسة مع تجديدات على الجزء الاول ؟ ده اللي هنعرفه في مراجعتنا الكاملة للعبة، فا يلا بينا نتعرف سوا على اللعبة وعلى اللي بتقدمه.
القصة بدون حرق
كانت بتركز قصة الجزء الأول من اللعبة على حاجة واحدة، وهي محاوله كلاود وصحابه من مجموعة Avalanche إنهم يوقفوا شركة Shinra عن استغلال الكوكب واستنزاف المورد الأهم فيه وهو Lifestream وجوهر حياة الكوكب، وعشان يحققوا الهدف ده فكان لازم يدمروا مفاعلات Mako الخاصة بشينرا، بس وسط كل الأحداث دي بيكتشفوا إن Sephiroth لسه عايش وبيحاول يسيطر على الكوكب ويدمره ومن هنا بيتغير هدف كلاود وصحابه لإيقاف Sephiroth وده اللي بيبني عليه الجزء الثاني من اللعبة.
في الجزء الثاني بقى اللي بيجي بعنوان Rebirth في إشارة لعودة Sephiroth مرة تانية، وبعد الهروب من مدينة Midgar بيحاول كلاود وصحابه يلحقوا بـ Sephiroth ويوقفوه قبل ما ينفذ خطته اللي ممكن تتسبب في تدمير الكوكب بالكامل. طول أحداث القصة بتاخدك اللعبة في مغامرات وأماكن جديدة تمامًا في محاولة لتحقيق هدفك لكن مش ده اللي بس اللي بتركز عليه القصة.
بجانب تركيز القصة على الهدف الأساسي اللي ذكرناه من شوية فاللعبة برضو بتركز على أنها تكشف عن كثير من الاسئلة خصوصا عن ماضي الشخصيات ففي نص الأحداث بتلاقي اللعبة بتكشف عن ماضي الشخصيات وسبب وصولهم للمكان ده من غير ما يتم الإخلال بهدف القصة الأساسي لأن كل الاسئلة دي بيتجاوب عليها بطريقة سرد كويسة كجزء من أحداث القصة نفسها، وهتلاقي القصة برضو بتفاجئك بأحداث غير متوقعة هتخليك مصدوم.
اللعبة فيها 14 شابتر كل شابتر تقريبًا بيوديك لمكان مختلف عن اللي قبله وتقدر تخلص اللعبة في حوالي 50 ساعة لو كان تركيزك في معظم الوقت على المهمات الأساسية، عن نفسي لعبتها لمدة 45 ساعة قدرت أخلص اللعبة فيهم ولعبت شوية حاجات من المحتوى الجانبي.
ومن أهم مميزات القصة إنها في كل شابتر منها تقريبًا بتقدم أكتر من Boss fight لازم تهزمهم عشان تكمل واللي بيكونوا مختلفين ومتنوعين سواء من حيث أشكالهم وتصميمهم أو حتى من حيث أسلوبهم في القتال وده هتلاحظه في كل Boss هتقابله وده بيخلي في تنوع، وعشان كدا فا أنت لازم دايمًا تغير من أسلوبك وتختار الشخصيات المناسبة للمعارك دي ولازم تعرف نقاط ضعف ال Bosses دول وتستخدمها ضدهم لأن ده هيسهل عليك القتال بشكل كبير.
بشكل عام، القصة هي من أفضل عناصر اللعبة بسبب طريقة السرد واللحظات المميزة فيها واللي منها أحداث مفاجئة وصادمة جدًا والعلاقة بين الشخصيات الأساسية اللي هتخليك تتعلق بالقصة وبشخصياتها أكثر، بس القصة بتعاني من مشكلة موجود من الجزء الأول وهي التمطيط وده لأن القصة فيها أحداث مش مهمة خالص في النص هدفها بس هو زيادة عمر اللعبة، بس لو بتحب ألعاب القصة وبالذات Final Fantasy هتحب قصة الجزء ده.
أسلوب اللعب
بما إنها جزء ثاني ومكمل لأحداث الجزء الأول فالجيمبلاي متغيرش كتير سواء كان في الاستكشاف أو القتال، مثلّا القتال في اللعبة لسه بيعتمد على نفس الطريقة في الجزء اللي فات وهو من نوع Hack and Slash وعشان كدا فهو بيقدم معارك برتم سريع بس المختلف هنا عن معظم الألعاب أنك تقدر تبدل بين 3 شخصيات في نفس المعركة وكل شخصية منهم بتتميز بقدرات مختلفة تقدر تخصصها وتغيرها براحتك وأسلحة وطرق متنوعة للقتال، ده برضو بجانب أنك تقدر تدي أوامر لأي شخصية في وقت القتال عن طريق قائمة أوامر بتوقف اللعبة مؤقتًا لحد ما تختار الأمر اللي انت عاوزه.
بتقدم اللعبة أكتر من 5 شخصيات تقدر تلعب بيهم وهما Cloud و Aerith و Barret و Tifa و Yuffie و Red XIII و Cait Sith تقدر بس تختار 3 منهم تلعب بيهم في المعارك حسب المعركة اللي انت داخل عليها لأن زي ما قولت كل شخصية منهم ليها طريقتها ولازم تختار الشخصيات الثلاثة حسب العدو اللي هتحاربه فمثلًا لو انت العدو اللي هتحاربه بيحتاج أسلحة بعيدة المدى هتختار Aerith و Barret مع كلاود ولو بيحتاج أسلحة قريبة المدى هتختار Tifa و Red XIII جنب كلاود.
ومع أن اللعبة تقريبًا بتقدم نفس الجيمبلاي بس بتقدم إضافة جديدة على القتال وهي عبارة عن شجرة مهارات لكل شخصية واللي بتساعدك في زيادة قوة الهجوم أو شريط الصحة، بس أهم حاجة بتقدمها شجرة المهارات دي هي قدرات اسمها Strategy Ability واللي بتكون عبارة مهارة بتتعمل بالتعاون بينك وبين شخصية تانية من فريقك عشان تعمل هجمة قوية بتتسبب في ضرر كبير للعدو.
عالم اللعبة
نيجي بقى لجزئية مهمة جدًا في اللعبة وهو العالم وده لأنه اكتر عنصر في تغييرات اكتر من باقي عناصر اللعبة، زي ما احنا عارفين فا الجزء الاول كان بيقدم عالم خطي وفي بعض المراحل كان بيقدم عالم شبه مفتوح، بس هنا في الجزء الثاني الوضع مختلف شوية أو شويتين تلاتة، وده عشان الجزء ده بيقدم عالم مفتوح واسع متقسم لـ 8 مناطق كل منطقة فيهم ليها تصميم مختلف عن الباقي فمثلًا عندك المناطق الصحراوية عندك الغابات عندك مناطق ساحلية زي شواطئ وغيره ومدن متسيطر عليها من شركة Shinra، وتقدر في معظم المناطق تتنقل بحرية عن طريق طيور الـ Chocobo واللي بتختلف في شكلها وقدراتها بين كل منطقة والتانية فا في منهم بيقدروا يتسلقوا وفي اللي بيطيروا وفي اللي بينطوا لأماكن بعيدة، وطبعًا في طرق تانية تتنقل بيها بتتفتحلك قدام.
في كل منطقة هتزورها في عالم اللعبة بيكون في أبراج بتحتاج تفتحها عشان تظهر مهمات جانبية جديدة بتحارب فيها وحوش عشان تجمع معلومات عنهم أو جمع قطع غامضة، في برضو نوع تاني من مهام جانبية واللي بتفتحها عن طريق لوحة بتلاقيها في كل مدينة أو انك تتكلم مع الشخصيات وبتكون مهمتك في المهام مساعدة الشخصيات مقابل فلوس زي أنك تجبلهم حاجة أو توصل حاجة لمكان معين، بس للأسف جودة المهمات الجانبية مكنتش أبدًا بجودة الأساسية أو حتى قريبة منها لأنها متكررة بشكل كبير وهتحس بالملل وأنت بتعملها.
ومن الحاجات المهمة اللي موجودة في عالم اللعبة ومقدرش أنساها ابدًا هي الـ Mini Games وده عشان الجزء بيقدم مجموعة جديدة من الألعاب دي مختلفة عن اللي اتقدمت في الجزء اللي فات، ومن بين الألعاب دي لعبة مشابهة للعبة Rocket League بس بفكرة مختلفة شوية وبتلعب فيها بشخصية Red XIII ضد مجموعة تانية من الحيوانات واللي بيسجل اهداف اكتر من بينهم بيكون هو الفائز، بس أهم Mini Game اتقدمت في اللعبة دي من وجهة نظري هي لعبة Queen’s Blood مقتبسة من Gwent في The Witcher 3 بتجمع فيها بطاقات لشخصيات اللعبة وتلعب بيهم ضد شخصيات مختلفة في عالم اللعبة بس فكرتها مختلفة شوية عن Gwent.
الـ Mini Games دي في منها اللي تقدر تلعبه في أي وقت وفي منها اللي مرتبط بمرحلة معينة وتقدر تلعبه بس في المرحلة دي. في الحقيقة أنا جربت 10 من بين 19 Mini Games موجودين في اللعبة بس اقدر اقولك من اللي جربته إنهم كانوا ممتعين بشكل كبير ولعبتهم لساعات من غير ما احس بالملل، ودي حاجة تشجع على استكشاف العالم عشان تكتشف Mini Games اكتر رغم إن المهمات الجانبية عكس كدا تمامًا للأسف.
باختصار، الجيمبلاي هو أفضل عنصر في اللعبة بعد القصة علطول وده بسبب إنه بيقدم متعة كبيرة خصوصًا وقت المعارك وده بيخليك دايمًا عاوز تدخل في معارك جديدة، وبرغم إنه بيقدم إضافات جديدة زي القدرات التعاونية بين الشخصيات والقفز والتسلق وطيور الـ Chocobo والمركبات اللي بتساعدك في التنقل بس ده كله مكنش كافي وكان كان الأفضل إضافة حاجات جديدة اكتر تحسسنا بفرق الأربع سنين بين الجزء الأول والثاني.
لكن، وبرغم إن تصميم عالم اللعبة كان مميز ومتنوع فللأسف هو مكنش بالجودة المطلوبة خصوصًا إنه تم التسويق للعبة على أنها هتقبتس حاجات من ألعاب من الأفضل في التاريخ زي Red Dead Redemption 2 و The Witcher 3 وده اللي قاله مخرج اللعبة بنفسه، بس مشوفتش أي اقتباس من الألعاب دي وبالتحديد في المحتوى الجانبي اللي زي ما قولت مكنش بالجودة المطلوبة وكان محتاج تحسين اكتر من كدا، وللأسف ده ظلم تصميم العالم نفسه والتنقل اللي كان ممتع بالمناسبة بس للأسف مفيش محتوى جانبي متنوع يشجعك على استكشاف العالم ده غير الـ Mini Games في الحقيقة.
الرسوميات والصوتيات
قدر الجزء ده يقدم مستوى جرافيكس عالي يتفوق حتى على الجزء الأول اللي كان كويس أصلًا في النقطة دي وده خلى اللعبة واحدة من أفضل الألعاب رسوميًا في الجيل الحالي، قوة الجرافيكس هتلاحظها في حاجات كتير زي عالم اللعبة ووجوه الشخصيات بس أكتر حاجة هتلاحظ فيها قوة الجرافيكس هي المشاهد السينمائية، لكن لاحظت برضو في أوقات كتيرة إن الجرافيكس وبرغم جودته العالية فهو مبيظهرش التفاصيل الصغيرة في بيئة اللعبة حتى على وضع الدقة زي تفاصيل الخشب الصخور والأرض.
أما عن الصوتيات فبصراحة فريق التطوير عمل شغل عالي عشان تطلع لنا بالشكل ده، فالأداء الصوتي والتمثيلي للشخصيات الأساسية اتعمل بشكل كويس جدًا حتى في اللغة الإنجليزية والأداء التمثيلي والصوتي هيوصلك مشاعر الشخصيات بشكل أفضل وهيخليك تتعلق بيهم اكتر، والموسيقى التصويرية في اللعبة من الأجمل بصراحة ومتنوعة وبتتغير بشكل مستمر حسب المكان اللي انت فيه واللي بتعمله وده هيدخلك اكتر في أجواء اللعبة، نفس الحاجة بتنطبق على صوت الأسلحة برضو وده عشان صوت السيوف والأسلحة التانية معمول كويس وده هيخليك تدخل اكتر في أجواء المعارك.
الخلاصة
خلاصة الكلام ده كله إن Final Fantasy VII Rebirth قدرت تقدم تجربة رائعة جدًا تفوقت على الجزء الأول في معظم الجوانب، وده بسبب قصتها المميزة اللي مليانة لحظات متتنسيش بين الشخصيات الأساسية، والجيمبلاي الممتع سريع الوتيرة اللي هيخليك عاوز تدخل في معارك اكتر والرسوميات اللي معمولة بشكل كويس، كل ده خلاها تقدم تجربة من الأفضل في السنة دي ولولا بعض الأخطاء المتكررة كانت هتكون تحفة فنية وواحدة من أفضل الألعاب في الجيل الحالي.