على مدار السنين، سلسلة Call of Duty كانت دايمًا في المقدمة، بتقدم تجارب أكشن وحماس مالهاش مثيل، وكتير من الناس كانوا بيعتبروها عنوان لأقوى ألعاب التصويب. لكن، زي أي حاجة في الدنيا، ماينفعش دايمًا النجاح يستمر على طول الخط؛ ومع الوقت بدأنا نلاحظ انخفاض في مستوى السلسلة، خصوصًا بعد أكبر فشل للشركة مع إصدار لعبة Modern Warfare 3 العام السابق، كانت الآمال كبيرة لعودة السلسلة إلى سابق مجدها مع الإصدار ده، لكن الواقع كان عكس ده. دلوقتي، Black Ops بترجع بجزء جديد وتحدي صعب، هل فعلاً اللعبة هترجع السلسلة من الموت وتبقى زي زمان وتحقق نجاح ولا فشل تاني يقعد جنب الجزء اللي فات؟ طيب بقولك إيه ما تيجي نشوف!
قصة اللعبة
أحداث اللعبة بتدور حوالين فريق عمليات خاصة بيقوم بمهام سرية في التسعينيات وسط توترات سياسية بسبب حرب الخليج. بيقود الفريق شخصية قوية بتشتغل مع عملاء سابقين للكشف عن مؤامرة كبيرة ممكن تشعل الفوضى في العالم كله. المهام متفرقة ومختلفة تمامًا، بتتنوع ما بين اقتحام كازينو في قلب أوروبا لهجوم على قصر في صحراء العراق. اللعبة بتديك حرية في طريقة إنهاء المهام؛ يعني تقدر تختار تخترق المكان في هدوء أو تخش بشكل مباشر وبدون مجاملات.
الأحداث بتبدأ سنة 1991، وقت حرب الخليج، والتركيز كله على عميلة من وكالة الاستخبارات المركزية اسمها “جين هارو” اللي بتبدأ مهمتها لإنقاذ شخص معين، لكن بتتعقد الأمور بسبب ظهور جماعة مرتزقة خطيرة اسمها “باثيون”. وبيظهر كمان شخصية مألوفة من الأجزاء السابقة، اللي هو “راسل أدلر”، الشخصية دي معروفة بنواياه اللي مش واضحة، وده بيخلي فيه توتر وغموض.
بعد شوية في القصة، بيظهر وودز، الشخصية المحبوبة، وبيجمع فريق جديد، بعد ما وقفوه في الاستخبارات، وبيبدأ يخطط لملاحقة جماعة باثيون دي عشان يقبض على أدلر. الفريق بتاع وودز بيعتمد على التخفي والذكاء للهروب من ملاحقات الحكومة، واللي بيدخلنا في جو من الأكشن والمطاردات اللي تخليك تحس إنك في فيلم لتوم كروز أو جيمس بوند.
المهمات متنوعة جداً، وكل مهمة بتديك أجواء مختلفة وأهداف جديدة بحيث تحس إنك عايش قصة متجددة دايمًا. اللعبة فعلاً بتاخدك في تجربة مشوقة ومليانة أكشن من البداية للنهاية، وأنا شخصيًا كنت بخلص مهمة ومتحمس أدخل على اللي بعدها كإني بتفرج على فيلم طويل في السينما!
الجيم بلاي
رغم إن القصة مشية على خط معين، اللعبة مش بتحسسك إنك مقيد؛ العكس، بتديك حرية تختار أسلوبك في كل مهمة، يعني لو انت من الناس اللي بتحب التخفي، تقدر تلعب بالشكل ده. أو لو بتحب تخش باندفاع وتستخدم القوة، فمفيش مشكلة، تقدر تعمل كده من غير ما يأثر على القصة. كل مهمة مصممة بطريقة مبتكرة وده بيخلي مفيش ملل إطلاقًا، كل مرحلة ليها طابعها المميز.
ومن الحاجات اللي عجبتني جدًا، إن بعد كل كم مهمة بيبقى فيه فترة راحة، وهنا تقدر تروح لمكان هادي بعيد عن الأكشن شوية، وتقابل شخصيات تانية وتتعرف على قصصهم وتطور شخصيتك. نظام الترقيات سهل ومرن؛ تقدر تحسن قدراتك وأسلحتك من الفلوس اللي بتجمعها. تقدر مثلاً تخلي سلاحك أسرع، أو تشتري ترقيات لحمايتك بحيث لو صحيت من جرح خطير، تقدر تاخد Boost للدم وترجع تلعب بقوة.
هنا بقى، الشركة أضافت ميزة جديدة غيرت اللعبة بالكامل، واللي هي نظام “Omnimovement” اللي بيتيح للاعب حركة أكتر حرية في كل الاتجاهات، مش بس قدام وورا زي الأول. يعني تقدر دلوقتي تنزلق، تغوص في كل الاتجاهات، وتهاجم الأعداء من زوايا غير متوقعة، وبكده تكون أكتر صعوبة في الاستهداف من الأعداء.
النظام ده فيه مميزات حلوة زي Slide اللي يخليك تغير اتجاهك بسرعة، وDive اللي بيخليك تتفادى الطلقات زي المشاهد السينمائية، وكمان نظام Intelligent Movement اللي بيقوم ببعض الحركات تلقائيًا زي الانحناء أو التسلق عشان يسهل عليك اللعبة لو حابب.
الهدف من “Omnimovement” هو إنك تتحكم في حركتك بشكل سلس، سواء كنت بتجري، بتختفي، أو بتتصوب بدقة. النظام ده بيضيف طبقة جديدة من الاستراتيجية، وبيخلي اللعبة ممتعة أكتر لمحبي الأكشن السريع.
أطوار اللعب
طور الأون لاين
الأونلاين في النسخة دي رجع لنا بشكل أقوى، لكن مفيش تغييرات جذرية في فيه لكنه قوي، عشان التحديثات كانت مركزة أكتر على الخرائط اللي كلها بقيت خرايط جديدة خالص ما شفناهاش قبل كده في السلسلة. اللعبة ضافت 16 خريطة جديدة، 12 منهم هما الخرائط التقليدية اللي بنعرفها، والتصميم بتاعهم بقى يناسب أطوار لعب مختلفة سواء كنت بتحب الخرائط الكبيرة نسبيًا اللي تديك حرية التحرك، أو خرائط صغيرة اللي بتخلّي اللعب سريع. كمان، ضافوا 4 خرائط أصغر، معمولة مخصوص عشان أوضاع زي اللي بتلعب فيه 6 ضد 6 أو حتى 2 ضد 2، فدي بتخلي المعارك سريعة وحماسية أكتر.
التصميمات الجديدة للخرائط مش مجرد شكل وخلاص؛ دي معمولة بحيث كل خريطة فيها بيئات مختلفة. يعني ممكن تبدأ اللعب في مناطق حضرية، الشوارع والزحمة حواليك، وفجأة تلاقي نفسك بتواجه الأعداء في غابة هادية كلها أشجار، كل مكان بيديك فرصة لاستكشاف استراتيجية جديدة. يعني لو أنت من النوع اللي بيحب يختفي ويهجم من بعيد، الغابة هتكون مثالية ليك. ولو بتحب المواجهات القريبة، الشوارع الضيقة في الخرائط الحضرية هتناسبك.
لكن زي ما في إيجابيات، في نقطة ضعف قديمة برضه؛ مشكلة الـ”ريسباون” لسه موجودة. ساعات، لما تموت وترجع، تلاقي نفسك في مكان مكشوف قدام الأعداء، وده ممكن يخليك ضحية تانية في نفس اللحظة، اللي هو حاجة تضايق شوية لأنك محتاج تبدأ في مكان منعزل عشان تلحق تخطط وتبدأ تشوف هتعمل إيه.
اللعبة ضافت طور جديد اسمه “Kill Order”، وده يعتبر من التطورات المهمة السنة دي. الطور ده بيلعب فيه فريقين، كل فريق مكوّن من 6 لاعبين، وكل فريق بيكون عنده لاعب معين بيتعيّن كـ”هدف ذو قيمة عالية” (HVT)، واللاعب ده بيكون عليه دروع، ومميزات بتخليه أقوى شوية من باقي الفريق. الهدف الأساسي هنا إن الفريق يحمي الـHVT بتاعه، وفي نفس الوقت يحاول يقتل الـHVT الخاص بالفريق التاني. الحلاوة في الطور ده إنه مش مجرد مواجهات تقليدية، لأ، لازم الفريق يكون بيخطط كويس ويفكر في استراتيجيات ذكية.
في الطور ده، الفريقين بيحاولوا يحققوا نقاط عن طريق قتل الأعداء، وكل حاجة بيعملوها ليها قيمة، مثلا قتل الـHVT بتدي 5 نقاط، وقتل أي لاعب عادي بيدي نقطة واحدة. اللاعب اللي بيتعيّن كـHVT بيديه فرصة إنه يكسب نقاط زيادة لما يقتل الأعداء، وده بيشجع اللاعبين إنهم يلاقوا توازن بين الحماية والهجوم. لازم كل فريق يلاقي مكان آمن للـHVT بتاعهم، يعني ممكن يتجمعوا حواليه ويحموا، وأحيانا الـHVT نفسه ممكن يهاجم عشان يحقق نقاط زيادة، بس طبعا يكون حذر لأنه بيمثل هدف واضح للفريق التاني. الهدف النهائي في الطور ده هو تحقيق 150 نقطة، وأول فريق يوصل للنقاط دي بيكسب.
كمان خيارات تخصيص الأسلحة توسعت، وده بيخلّي اللاعبين يقدروا يعدّلوا أسلحتهم بطريقة تناسب أسلوب لعبهم. مثلا، ممكن تختار الملحقات اللي بتخليك تصوّب أسرع أو اللي بتزود الثبات عند الضرب. مش بس كده، كمان شكل الأسلحة نفسه ممكن تغيّره وتختار من تصميمات وأنماط مختلفة عشان يبقى ليك أسلوبك الخاص. مش كده وبس، الشخصيات نفسها تقدر تعدلها، يعني من ناحية المظهر والملابس، بحيث تحس إن اللاعب بتاعك فريد ويعبر عنك.
النقطة التانية اللي اهتموا بيها هي نظام نقاط الخبرة. كل لاعب بيحقق إنجازات سواء فردية أو جماعية بيتم مكافأته عليها. يعني مثلا لو بتقتل أعداء أو بتساعد في حماية زملائك، بتاخد نقاط أكتر وبتترقى أسرع. النظام ده كمان بيشجع اللاعبين إنهم يتعاونوا مع بعض وميكونش في حد شغال لوحده، لأن التعاون في الفريق بيخلي الكل يكسب أسرع.
بالنسبة للتقدم في اللعبة، فيه نظام ترقيات بيبدأ من المستوى 1 لحد 55. وكل لما تكسب خبرة، بتفتح أسلحة جديدة، ومعدات، وشخصيات إضافية تقدر تستخدمها. ولما توصل للمستوى 55، ييجي نظام اسمه “Prestige”، وده معناه إنك تقدر تعيد ضبط مستواك من جديد وترجع للمستوى 1، بس بالمقابل تفتح عناصر بشكل دائم. بس خد بالك إنك لو عملت الـPrestige، هترجع كل التجهيزات للمستوى الأول، معادا الشخصيات والعناصر اللي فتحتها قبل كده بشكل دائم.
طور الزومبي
أخيرًا، نرجع لمحبين الزومبي. الطور ده بيرجع لنا بشكل محسن مع نظام الروندات اللي متعودين عليه، بس المرة دي فيه حاجة جديدة: التركيز على التعاون والنجاة. يعني لما تعدي راوند، الصعوبة بتزيد، والزومبي بيبقوا أكتر وأقوى، فمحتاجين تشتغلوا كفريق عشان تقضوا على الجحافل اللي بتهجم عليكم. كمان الطور ده فيه قصة جديدة، ودي مربوطة بأحداث قديمة في السلسلة زي فترة Cold War، وده بيخلي اللاعبين يحسوا إنهم جزء من عالم كبير ومتصل.
أنواع الزومبي كمان اتغيرت، فيه أنواع جديدة بقدرات مختلفة، يعني كل نوع ليه أسلوب معين في الهجوم وبيحتاج استراتيجية مختلفة للتغلب عليه. الأسلحة اللي في الطور ده متخصصة أكتر، وفيه أسلحة جديدة معمولة مخصوص عشان تقدر تواجه الزومبي بشكل أفضل، وكمان تقدر تعدّل الأسلحة دي بحيث تكون متناسبة مع أسلوب لعبك.
نظام نقاط الخبرة كمان تم تعديله بحيث يكافئ اللاعبين سواء على الأداء الجماعي أو الفردي، يعني لو بتقتل زومبي أو بتساعد زمايلك، بتاخد نقاط أكتر وده بيشجعك تتحسن دايمًا. ومع تقدمك في الطور ده، تقدر تكتسب مهارات جديدة، وده بيديك فرصة تستخدم استراتيجيات متقدمة لما تقابل الأعداء.
بالنسبة للخرائط، فيه خريطتين مخصوصين لطور الزومبي، أول خريطة اسمها “Terminus” وهي عبارة عن مجمع سجون، والتانية “Liberty Falls” وهي بلدة صغيرة. الخرائط دي معمولة بحيث يكون فيها تحديات متنوعة وتكتيكات مختلفة، يعني فيه أماكن ممكن تستغلها عشان تهرب أو تهاجم بذكاء، وده بيخلي تجربة اللعب أكتر تشويق وعمق.
فيه كمان إضافات جديدة زي الفخاخ والأدوات التفاعلية اللي تقدر تستخدمها خلال المعارك، يعني ممكن مثلا تستخدم فخاخ تنصبها للزومبي عشان تتخلص منهم بسرعة. الحاجات دي بتضيف عنصر استراتيجي أكتر للمعركة وبتخليك تفكر في طريقة استخدام البيئة اللي حواليك لصالحك.
الأداء التمثيلي والصوتيات
لعبة “Call of Duty: Black Ops 6” فعلاً مميزة من ناحية الصوت والأداء التمثيلي، وبتخليك تحس إنك عايش في عالم حقيقي مليان تفاصيل. المؤثرات الصوتية في اللعبة حاجة خرافية، يعني كل حاجة من صوت الرصاص للانفجارات تحسها واقعية، وكأنك في قلب المعركة. الصوت في اللعبة مش مجرد خلفية، ده جزء أساسي من التجربة، كل صوت بيفيد في خلق جو مشوق وواقعي.
وبالنسبة للأداء الصوتي للشخصيات، فده اتعمل بشكل احترافي بجد. الحوارات مكتوبة بعناية، وكل شخصية ليها صوت مميز وطابع خاص. ده مش بس حوار عادي، ده بيظهر لك شخصياتهم وعلاقاتهم مع بعض. يعني لما تتكلم مع أي شخصية بعد انتهاء المهام أو في مناقشة الخطط، بتحس إن الحوار طبيعي ومؤثر.
تعبيرات الوجه كمان بتعزز التجربة، حيث إنك ممكن تشوف المشاعر على وجوه الشخصيات، وده بيخليك تتعلق بالقصة أكتر. وفي ألعاب تانية جربتها السنة دي، لاحظت إنهم مقصرين في الجانب ده، لكن في اللعبة دي، بتحس إنك عايش تجربة سينمائية فريدة، مش مجرد لعبة.
التعريب والترجمة
أما بالنسبة للتعريب، فده برضو جانب ممتاز في اللعبة. الجودة في التعريب تطورت كتير في الفترة الأخيرة، و”Black Ops 6″ مش استثناء. التعريب هنا فوق الممتاز، مع التركيز على تقديم تجربة لغوية متكاملة، يعني النصوص والمحتوى مش بس مترجم، لكن كمان مرتب بشكل يخلي اللاعبين يحسوا إن اللعبة بتكلمهم بشكل مباشر.
في فرق كبير بين التعريب الحرفي والتعريب المحترف، وده واضح في “Black Ops 6”. الترجمة هنا مش حرفية، بل تمت مراعاة المعاني والتعبيرات، فبتحس إن اللعبة متصلة بالواقع المحلي، وهذا الشيء بيخلي اللاعبين يتواصلوا مع القصة بشكل أفضل.
الجرافيكس وواجهة المستخدم
أما عن الجرافيكس، فمستوى التفاصيل في التصميم حاجة تفرح. اللعبة فيها جرافيكس قوي يتماشى مع أجواء التسعينات، وده بيديك إحساس بالتشويق والمغامرة. البيئات مصممة بشكل دقيق، سواء كانت مواقع سرية أو مناطق حروب فتحس بتجربة سينمائية ولا اروع.
وما ننساش تصميم القوائم، اللي بقى أسهل وأوضح. القوائم مرتبة بشكل يحسن من تجربة اللاعب، فكل شيء بقى واضح وسهل الوصول، سواء كنت بتلعب في طور الفردي أو الأونلاين أو الزومبي. التنظيم ده بيساعدك في التنقل بين المحتويات المختلفة بسرعة وسهولة.
الأداء التقني
أما بالنسبة للأداء، اللعبة على منصة PS5 قدمت تجربة قوية جداً. فيها وضعين لمعدل الإطارات: 60 و120 إطار في الثانية، واللعبة حافظت على سلاسة عالية في كلا الوضعين. يعني هتلاقي تجربة اللعب سلسة جداً، من غير أي دروبات أو مشاكل تقنية تعكر صفو المتعة. كل ده بيخلي اللعب على PS5 تجربة بصرية وأدائية فريدة، من غير أي مشاكل تعطل.
التقييم النهائي
9.5/10
لعبة “Call of Duty: Black Ops 6″ بتأكد إنها لعبة بترجع السلسلة لجذورها في تقديم تجربة مليانة أكشن وتشويق، مع تحديثات مميزة على مستوى القصة وأطوار اللعب المتنوعة. السلسلة دي دايمًا كانت رمز للمتعة والأدرينالين، و”Black Ops 6” بتكمل المسيرة دي بشكل مُبهر بفضل التحسينات الجديدة على الأنظمة والخرائط، وده اللي بيخلي اللعبة ممتعة لعشاق التصويب، سواء كانوا من محبي الطور الفردي أو الأونلاين.
ببساطة، “Black Ops 6” بتقدم تجربة حماسية وجديدة كليًا، وبتعيد ثقة اللاعبين في سلسلة Call of Duty بمحتوى قوي وأفكار مبتكرة. لو كنت من عشاق السلسلة أو حتى من محبي ألعاب التصويب، أكيد هتستمتع بكل لحظة فيها وتستكشف عمق كل مهمة، سواء كنت بتحب الأكشن السريع أو التخطيط الاستراتيجي.