اخبار, مراجعه

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

تخيل كده إنك فجأة تفتح عينيك على عالم غريب، شبه مألوف بس مليان خطر وغموض، كأنك في كابوس ماينتهيش. كل خطوة تخطيها، كل زاوية تعدي عليها، بتحس إنك مش لوحدك، وإن فيه حاجة في الضل مستنياك. ده بالضبط اللي بيستناك في لعبة  S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl. اللعبة دي من أكتر الألعاب المنتظرة بشدة، وده بسبب المزيج اللي محدش بيعرف يقدمه زيها: أكشن، رعب، وبقاء وسط بيئة مرعبة ما بعد كارثة نووية.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

أول ما تحط رجلك في منطقة “تشيرنوبل”، كأنك دخلت عالم مختلف تمامًا. الضباب الكثيف مغطي المكان، وأصوات غريبة بتتسلل من بعيد، كأن حد بينادي عليك بس مش عارف تعرفه. الجو كله مشحون بتوتر يقطع النفس. تلاقي نفسك ما بين مخلوقات مشوهة بتتحرك في الظلال، وناجين مليانين شكوك، بيبصوا لك كأنهم مش عارفين تصدقهم ولا تهرب منهم. وكل ده غير الحاجات اللي منطقك نفسه مش قادر يستوعبها.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

الدنيا هنا قاسية جدًا. مفيش مكان للضعف، كل خطوة ممكن تبقى الأخيرة. قطاع طرق غدارين مستنيين فرصة يقتلوك، كلاب متوحشة بتطلع عليك فجأة من وسط الضلمة، وكأن العالم نفسه مش مكفيه كل ده، فيه حاجة أخطر بكتير: “الانبعاثات”. العواصف المميتة دي مش مجرد طقس سيئ؛ هي ظاهرة بتشق السماء بألوان دموية، الأرض بترتج تحت رجليك كأنها بتصرخ. أول ما الانبعاثات تبدأ، بتسمع صوت زي الرعد الغاضب. الوقت بيبقى عدوك الأول؛ لازم تلاقي ملجأ في أسرع وقت، وإلا حياتك بتتحسب بالثواني.

كل لحظة في المنطقة دي قصة بحد ذاتها. الرعب مش بس في الأعداء أو المخاطر اللي بتقابلك، الرعب الحقيقي في الصراع الداخلي للبقاء، وفي الأسئلة اللي بتسألها لنفسك كل ثانية: هل هتقدر تكمل؟ هل القرارات اللي خدتَها صح؟ اللعبة دي بتوعد بتجربة مختلفة، مزيج رهيب ما بين التحدي والمغامرة، بس هل فعلًا اللعبة قدمت تجربة لا تُنسى؟ أم أنها فشلت في تقديم التوقعات المرتقبة منها؟ طيب ما تيجوا نشوف؟

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

قصة اللعبة

تخيّل نفسك في عالم مليان غموض ومخاطر، كل خطوة فيه ممكن تكون نهايتك. ده بالظبط اللي بتعيشه في لعبة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl، اللعبة اللي بتاخدك في رحلة عميقة وسط منطقة اسمها “The Zone”، مكان غريب ومتقلب اتغير للأبد بسبب كارثة تشيرنوبل النووية. المنطقة دي مش بس مليانة بالأنوماليات (حاجات خارجة عن المألوف وغير مفسرة علميًا)، لكن كمان فيها كائنات متحولة، وفصائل كلها في صراع دائم عشان السيطرة على الموارد اللي فيها.

إنت هنا بتلعب بشخصية “سكيف”، واحد من الـ”Stalkers” اللي حياتهم كلها مغامرة. سكيف مش مجرد مستكشف عادي، ده راجل عايش وسط المخاطر دي عشان يلاقي أسرار المنطقة، يجمع موارد، ويكتشف حاجات ممكن تغير حياة أي حد. كل ده وهو ماشي وسط صراع بين فصائل مختلفة: علماء بيحاولوا يفهموا الغموض ده، لصوص ما بيهمهمش غير المكسب السريع، وغيرهم من المغامرين اللي طمعهم ممكن يوديهم للتهلكة.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

المنطقة نفسها فيها حاجات تخليك تعيد حساباتك كل شوية. أحيانًا بتلاقي تحف غريبة ممكن تديلك قوة خارقة أو ميزة مادية، وأحيانًا بتحس إن الحاجة اللي بتسعى وراها ممكن تكون أكبر منك. القصة هنا بتلعب على مشاعر الطمع، والخوف، ورغبة الإنسان في البقاء، وبتطرح سؤال دايمًا بيخطر على بالك: هل العلم ممكن يكون بركة ولا نقمة؟

المميز في اللعبة إنك مش هتحس إن القصة بتجبرك على اختيارات معينة. إنت اللي بتقرر، وكل قرار بتاخده ليه عواقب، لكن العواقب دي مش بتظهر على طول. اللعبة بتحطك قدام مواقف صعبة، وكل خطوة ممكن تغير مصير الشخصيات أو حتى مصير الفصائل اللي بتقابلها.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

الجيم بلاي

اللي بيخلي التجربة فريدة هو تركيزها على فكرة البقاء في وسط بيئة عدائية بكل معنى الكلمة. تخيل نفسك في عالم مليان إشعاع، جوع، وعطش، وأنت لازم تراقب كل حاجة في جسمك من صحة لحد مستويات الطاقة والجوع، وكل حاجة حواليك بتقولك إنك لو أهملت نفسك شوية، هتلاقي الأمور خرجت عن السيطرة. لو فضلت بدون أكل أو مية أو حتى نوم لفترة طويلة، هتبدأ تشوف هلاوس وتأثيرات غريبة بتضعف أدائك وتخليك عرضة لأي خطر حواليك.

لكن الموضوع مش متوقف عند الجوع والعطش بس. المنطقة اللي انت فيها مليانة تهديدات، وكل تهديد منها بيخليك تحس إنك لو غفلت لحظة، ممكن تكون الأخيرة. هتقابل عصابات متنقلة، حيوانات برية متحوّلة، فصائل متناحرة، وحتى وحوش نفسية غريبة. والأسوأ؟ أدوات الدفاع اللي معاك، زي المسدس الصغير، بالكاد تقدر تعمل بيها حاجة، ومع أول خطأ، ممكن حياتك تضيع برصاصتين بس.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

القتال في اللعبة أبعد ما يكون عن كونه متكافئ. نادرًا ما تبدأ المعركة وأنت مستعد 100%. غالبًا بتتفاجئ بكمين، وده يخليك دايمًا لازم تكون مركز في اللي حواليك. ممكن تحاول تتعامل بذكاء وتعمل اغتيالات صامتة بسلاحك، لكن الذخيرة محدودة دايمًا وده بيزود التوتر. كمان، القتال ضد البشر محتاج دايمًا تخطيط وحركة مستمرة، بحيث تتحرك بين الغطاء وتصوب بسرعة ودقة، خصوصًا إن كل رصاصة بتفرق. بس اللي يطمن شوية إن الأعداء نفسهم مش دايمًا أقوياء، فالمعارك بتبقى قصيرة لكنها مشبعة بالإثارة.

مثال بسيط: ممكن تلاقي نفسك قدام مجموعة من قطاع الطرق. لو لعبتها صح وكنت سريع في التصرف، ممكن تخلص عليهم كلهم بمسدسك قبل ما حد فيهم يرد عليك؛ لكن كل ما تتقدم، الأمور بتتعقد أكتر، وبتبدأ الأعداء يجيبوا دروع متطورة وأسلحة عسكرية، وساعتها المعارك بتتحول لحاجة تكتيكية أكتر تعتمد على المناورة والتفكير، مش بس التصويب السريع.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

رغم إن قتال البشر هو أكتر حاجة مشوقة في اللعبة، المواجهات مع المخلوقات المتحوّلة للأسف مش بنفس القوة. مثلًا، في مخلوقات زي الـBloodsuckers اللي تقدر تختفي وتعمل صرخة تصيبك بالشلل لفترة قصيرة، وده بيخليك عرضة للخطر. المواجهات دي ساعات بتحسسك إنك بتلعب لعبة قديمة من ناحية التصميم، ومش بنفس العمق اللي بتقدمه مواجهات البشر. بالنظر لحجم التهديدات والمخاطر في العالم، كان ممكن يكون تصميم الوحوش أكتر إثارة وتحدي.

لكن تعويضًا عن ده كله، العالم المفتوح مُصمّم بشكل يخطف الأنظار. “المنطقة” هي مزيج غريب بين الجمال الساحر والخطر القاتل. بس المشكلة إن الجمال ده بيخبي وراه كوارث، لأن المنطقة مليانة ظواهر شاذة. ممكن فجأة تلاقي نفسك متطير في الهواء، أو النار مولعة حواليك، أو حتى تصاب بصعقة كهربائية. هنا بيظهر دور الأدوات البسيطة زي عداد غايغر وأجهزة كشف الظواهر، اللي بتحس إنها رفيقك الوحيد في عالم كله خطر. كل خطوة بتخطيها بتخليك عايش بين الإعجاب بالخطر والجمال وبين التوتر من اللي ممكن يحصل.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

وعشان تضيف أكتر لتجربة اللعبة، العالم مليان ألغاز ومهمات جانبية، كل واحدة منها بتديك إحساس إنك جزء من حاجة أكبر. الأحداث بتتشابك بطريقة تخليك دايمًا حاسس إنك جزء من عالم حي ومليان مفاجآت، وده اللي بيخلي اللعبة مميزة جدًا. 

التقدم في اللعبة بيعتمد بشكل كبير على المعدات اللي بتجمعها. كمان، في تحف بتلاقيها في العالم، بتديك ميزات إضافية لو استخدمتها صح. لكن مش كل حاجة ببلاش، لأن استخدام التحف بيزود التعرض للإشعاع، وده بيخليك لازم تستخدم مضادات إشعاع أو حتى تشرب كحول لتخفيف التأثير. كل ما تقدمت أكتر، كل ما بقيت متكيف أكتر مع الإشعاع وتقدر تستفيد من المكافآت بدون التأثيرات الجانبية.

وأكبر تحدي ممكن تواجهه في اللعبة هو تكلفة إصلاح وترقية المعدات. اللعبة عندها نظام وزن بيحدد كمية الحاجات اللي تقدر تشيلها وتبيعها، لكن المشكلة إن العثور على دروع كويسة أصعب بكتير من العثور على أسلحة، وده بيخليك في اختيار صعب: يا إما تصرف موارد كتير على الإصلاح، يا إما تغامر وتتحرك بدون حماية كافية. اللعبة بتخليك تعيش كل لحظة فيها كأنها صراع على البقاء، وكل إنجاز بتحققه بتحس قد إيه كان صعب، بس يستاهل التعب.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

الجرافيكس والأداء التقني

اللعبة بتعتمد على محرك Unreal Engine 5، اللي فعلاً كان سبب في نقلة نوعية على مستوى الشكل والجرافيكس. المطورين في شركة GSC Game World استغلوا الإمكانيات دي عشان يصمموا عالم كأنه لوحة فنية حقيقية، مليانة تفاصيل بتخليك تحس إنها نابضة بالحياة.

أجواء اللعبة بتاخدك في رحلة مرعبة لمنطقة “تشيرنوبل” المهجورة، واللي تم تصميمها بحرفية شديدة. كل ركن فيها مليان تفاصيل، من القرى اللي خالية تمامًا، للمخابئ اللي تحت الأرض. الشخصيات كمان مش واخدة الموضوع بسهولة، التفاصيل هنا مش بس في وشوشهم وتعابيرهم، لا! ده حتى هدومهم وحركة الأسلحة معمولة بإتقان رهيب. أما بالنسبة للمخلوقات المتحولة، فدول حاجة تانية خالص. تصميمهم مرعب ويخليك حرفيًا قاعد على أعصابك، خصوصًا لما يظهروا فجأة في لحظة ماكنتش متوقعها.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

وكأن ده مش كفاية، اللعبة كمان بتلعب على فكرة تشوهات الإشعاع النووي. هتشوف حاجات زي كيانات طافية في الجو، وانعكاسات مشوهة على المية والأسطح المعدنية. التفاصيل دي بتعزز الإحساس إنك فعلاً في عالم من الخراب والانهيار، حاجة تخليك مستغرق تمامًا في الجو اللي اللعبة بتقدمه.

ورغم كل البهجة البصرية دي، المشاكل التقنية كانت كابوس. مشاكل في الصوت، والذكاء الاصطناعي اللي بيعمل حاجات غريبة، ومهام بتبوظ وتحتاج منك تعيد تشغيل اللعبة أو ملف الحفظ. حاجات زي دي بتأثر على انغماسك في العالم وتقلل من متعة التجربة، خصوصًا في لعبة المفروض تخليك تعيش في أجواء فريدة زي دي.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه

التقييم النهائي

10/7

لعبة S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl بتاخدك في رحلة استثنائية لعالم مليان غموض وخطر، وكل لحظة فيها بتشدك بواقعية مبهرة وتفاصيل مصقولة. لما تمشي في أجواء “تشيرنوبل”، تحس كأنك فعلاً جزء من حكاية كبيرة مش بس متفرج. العالم حوالينك مليان أسرار، وكل اختيار بتاخده فيه تأثير على اللي هيحصل بعدين. ده غير إن القصة العميقة والجيم بلاي التفاعلي بيخلوك تحس إنك فعلاً بتتحكم في مصيرك جوه اللعبة.

لكن مش كل حاجة في اللعبة على قد المستوى العالي اللي متوقع منها. للأسف، المشاكل التقنية بتظهر بشكل واضح وتكسر الجو العام اللي اللعبة بتحاول تبنيه. الذكاء الاصطناعي أحياناً بيكون عشوائي، ومشاكل الصوت والجليتشات اللي بتحصل في بعض المهام بتخليك تحس إن التجربة ناقصة. كمان، المواجهات مع بعض المخلوقات مش دايماً بتبقى مبهرة، كان ممكن يبقى فيها عمق أكتر وتحدي أكبر.

رغم كل العيوب دي، اللعبة عندها أساس قوي ومحتوى واعد. لو الفريق المطور ركز على تحسين الأداء وتصليح الأخطاء، اللعبة دي ممكن تكون واحدة من أمتع الألعاب الجيل الحالي. لكن لحد ما ده يحصل، هي تجربة ممتعة لكن مش خالية من العيوب.

S.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعهS.T.A.L.K.E.R. 2: Heart of Chornobyl مراجعه