اخبار, مراجعه

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

Indiana Jones and the Great Circle: مغامرة جديدة تعيد إحياء أسطورة لا تنتهي

 

من أكتر من أربعين سنة، سلسلة أفلام إنديانا جونز خطفت أنظار العالم وحققت شهرة كبيرة كواحدة من أهم أعمال المغامرات والإثارة اللي جمعت بين الأكشن وحل الألغاز، مع لمسة فريدة من التاريخ والثقافة. شخصية إنديانا جونز بذكائه الأكاديمي وروح المغامر بقت أيقونة لكل اللي بيحبوا المغامرة واستكشاف المجهول. نجاح السلسلة ما وقفش عند السينما وبس، لكن كمان دخل عالم الألعاب في محاولات كتيرة عشان يحولوا السحر ده لتجارب تفاعلية.

لحد ما ظهرت لعبة Indiana Jones and the Great Circle، اللي كانت بمثابة خطوة طموحة ومميزة عشان تعيد إحياء روح السلسلة بشكل جديد ومليان تفاصيل. اللعبة دي طورتها MachineGames ونشرتها Bethesda Softworks، وقدمت مغامرة فريدة بتحصل بين أحداث الفيلمين المشهورين من السلسلة الأصلية، Raiders of the Lost Ark وThe Last Crusade. الحركة دي كانت ذكية جدًا لأنها خلت اللعبة كأنها جزء مفقود من القصة الكلاسيكية، واللاعبين يقدروا يعيشوا مغامرات جديدة مع إنديانا جونز ويكتشفوا جوانب أكتر عن شخصيته. 

اللعبة مش بس ركزت على تقديم قصة مترابطة، لكنها كمان أخدت اللاعبين في رحلة ملحمية حوالين العالم. هنشوف أماكن معروفة ومبهرة زي الفاتيكان، والأهرامات المصرية، وغيرها من المواقع اللي تخطف الخيال وتحببك أكتر في عالم الآثار والمغامرات. لكن هل ده كافي أن اللعبة قدمت تجربة مميزة ولا للأسف كان كل الكلام ده فستك؟ طيب ما تيجوا نعمل مغامرة في عالم اللعبة ونشوف؟

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

قصة اللعبة

في أواخر التلاتينيات، وسط عالم بيغلي بالتوترات السياسية والمؤامرات الدولية اللي سبقت الحرب العالمية التانية، كانت بداية واحدة من أعظم مغامرات إنديانا جونز. في ليلة هادية داخل أسوار جامعة مارشال، الدنيا اتقلبت لما دخل واحد غريب الجامعة، بملامح غامضة وقوة خارقة، ونجح يسرق قطعة أثرية صغيرة ما حدش كان مهتم بيها وهي “الدائرة العظمى”.

إنديانا، المعروف بشغفه بكل ما هو غامض وتاريخي، اكتشف بسرعة إن القطعة دي مش مجرد حاجة عادية. “الدائرة العظمى” طلعت رمز قديم بيتقال عليه إنه مليان قوة روحية مهولة، قوة ممكن تقلب التاريخ رأساً على عقب. هنا بدأت المطاردة الكبيرة. النازيين دخلوا على الخط، عاوزين يستغلوا القوة دي في تحقيق أطماعهم الاستبدادية. وإندي؟ كان لازم يجري أسرع منهم، مش بس لإنقاذ الأثر، لكن كمان عشان يحمي العالم من اللي ممكن يحصل لو القوة دي وقعت في الأيادي الغلط.

على مدار الرحلة، كان في صراع واضح بين النبل العلمي اللي بيمثله جونز والطمع الوحشي لأعدائه. الحوارات اللي بين الشخصيات كانت بتبين التناقض ده، والمواجهات اللي كان فيها جونز بيلاقي نفسه في مواقف مستحيلة كانت بتضغط عليه إنه يختار ما بين مصلحته الشخصية وتحقيق هدف أعظم.

لكن القصة دي مكانتش هتبقى بالقوة دي من غير فريق التمثيل اللي عملها. تروي بيكر، اللي لعب دور إنديانا، أبدع فعلاً، لدرجة إنه قدر يجيب نفس روح ونبرة هاريسون فورد، بس من غير ما يبقى مجرد تقليد. الممثلين التانين كمان كانوا على نفس المستوى. أليساندرا ماستروناردي في دور “جينا لومباردي”، الصحفية الجريئة، كانت أكتر من مجرد شخصية جانبية؛ كانت شريكة حقيقية لإندي، بتضيف وجهة نظر جديدة وتدي القصة بُعد إنساني. حواراتها مع جونز كشفت جوانب مخفية من شخصيته، وخلت المغامرة أكتر عمقًا.

الشخصيات التانية زي “إيميريش فوس”، اللي لعبه ماريوس جافريليس، كانت مثيرة فعلاً. فوس كان الخصم المثالي لإندي، شرير ذكي بيفكر بشكل استراتيجي ويمثل تحدي حقيقي. “الحارس”، القائد الغامض لطائفة بتحمي سر الدائرة، كان هو كمان شخصية زادت القصة غموض وإثارة، وخلت كل خطوة في الرحلة مليانة مفاجآت.

المغامرة ما كانتش مجرد سباق على الأثر، لكنها كانت رحلة مليانة تساؤلات عن الأخلاق، والطموح، والقوة. إنديانا جونز كان لازم يواجه مش بس أعدائه، لكن كمان نفسه، في محاولة لتحقيق التوازن بين حبه للاكتشاف ومسؤوليته عن حماية العالم. “الدائرة العظمى” مكانتش مجرد قطعة أثرية، لكنها كانت رمز لصراع أكبر، صراع بين العلم والطمع، وبين الحفاظ على الماضي والتحكم في المستقبل.

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

الجيم بلاي

اللعبة بتاخدك في رحلة فريدة من نوعها بمنظور الشخص الأول، بتسمحلك تعيش كل التفاصيل وكأنك جوه العالم ده بنفسك. أول حاجة هتلاحظها هي آليات التسلل، اللي بتركز على تجنب إنك تتشاف أو تمشي ورا الأعداء عشان تخلص عليهم بصمت. الفكرة دي في البداية مثيرة وتديك إحساس بالسيطرة، لكن مع مرور الوقت هتحس إن التسلل مفيهوش جديد. اللعبة مش بتحاول تضيف عناصر أو تحديات جديدة تخلي التسلل أكثر تنوع، لكن متقلقش مش هتحس بملل خالص عكس ألعاب تانية لما متلاقيش جديد هتبدأ تحس بملل بسبب التكرار لكن ده مكنش هنا.

لكن لو حصل واكتشفوك، بتتحول المواجهة إلى قتال يدوي. هنا القتال بيعتمد على رد الفعل، زي صد الضربات، المراوغة، والهجوم المضاد. معاك أدوات زي السوط اللي بتقدر تستخدمه عشان تسحب أسلحة الأعداء أو تشتت انتباههم. بس لو ركزت شوية هتلاقي إن القتال اليدوي مش عميق كفاية. كل اللي بتعمله هو مزيج بسيط بين الصد والهجوم المضاد، والموضوع ده بيكرر نفسه كتير مع الوقت، حتى لو حصلت على ترقيات أو أسلحة متطورة.

أما لو قررت تستخدم الأسلحة النارية، الدنيا بتقلب فوضى. عدد الرصاص محدود، وأول ما تطلق طلقة واحدة كل الأعداء حواليك هيجروا عليك. المواجهات دي بتزود من التوتر والتحدي، لكنها ساعات بتحسها مش متناسبة مع روح اللعبة اللي بتميل أكتر للتسلل والتخطيط.

لكن، لو في جانب في اللعبة فعلاً بيتفوق، فهو الألغاز. دي جوهرة اللعبة واللي بتعكس شخصية إنديانا جونز كمغامر وعاشق لحل الألغاز. تصميم الألغاز متنوع وذكي، من الألغاز الكبيرة المرتبطة بالقصة اللي بتتطلب تفكير عميق، لحد الألغاز البسيطة زي فك رموز عشان تفتح خزانة. اللي يميزها فعلاً إنها مش مجرد ألغاز والسلام، كل لغز مصمم بعناية عشان يديك شعور بالإنجاز لما تحله.

اللعبة كمان بتستفيد من منظور الشخص الأول بشكل مميز. الخرائط، مثلاً، مش مجرد حاجة بتظهر على الشاشة، لكنها حاجة ملموسة بتطلعها وتستخدمها وأنت بتستكشف. حتى الألغاز نفسها بتتطلب منك تمسك حاجات وتستخدمها بإيدك، زي تركيب تروس في آلة قديمة أو صب النبيذ في مذابح معينة. كل ده بيخليك تحس إنك فعلاً بتعيش التجربة.

الألغاز بتحتاج تركيز وذكاء، وبعضها بيتطلب إنك ترجع لمفكرة إنديانا اللي مليانة ملاحظات ورموز. المفكرة دي بحد ذاتها إضافة رائعة بتخليك تحس إنك جزء من القصة؛ والأمتع إن في نظام تلميحات لو احتجت مساعدة، من غير ما تحس إنك مش قادر تكمل. أمتع اللحظات هي لما تكتشف مسار جديد أو كنز بعد ما تحل لغز معقد.

الاستكشاف برضه له نصيب كبير في التجربة. المواقع الأثرية بتاخدك في رحلة ما بين القفز فوق المنصات واستخدام السوط الأيقوني لإنديانا عشان تعدي المنصات. هنا اللعبة بتحاول تخليك تعتمد على ملاحظاتك بدل ما تدلك بشكل مباشر على الطريق الصح. وده بيعزز إحساس المغامرة الحقيقية.

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

الجرافيكس والأداء

جرافيكس لعبة Indiana Jones and the Great Circle بتاخدك في رحلة بصرية مش مجرد لعبة، دي كأنك بتتفرج على فيلم مغامرات ضخم. كل بيئة في اللعبة اتصممت بعناية تخليك تحس فعلاً إنك جوا عالم إنديانا جونز، مليان تفاصيل مذهلة وأجواء بتجسد روح المغامرات الشهيرة اللي عرفناها من السلسلة.

كل مكان في اللعبة ليه طابع مميز. مثلاً لما تدخل مبنى تاريخي زي الفاتيكان، هتحس كأنك فعلاً هناك، مع الزخارف الدقيقة والإضاءة اللي عاملة جو غامض. ولما تروح مناطق مفتوحة زي الأهرامات أو جبال الهيمالايا المغطاة بالجليد، هتلاقي المناظر الطبيعية عاملة إحساس بالوسع والانغماس، كأنك بتكتشف العالم لأول مرة.

الألوان والإضاءة مش مجرد عناصر عشوائية، دي متناغمة مع كل بيئة، سواء كان الجو صحراوي بحرارته أو ثلجي ببرودته، ده بيخليك تعيش تجربة استكشاف ممتعة بصريًا بكل معنى الكلمة. الجودة دي بتدي اللعبة إحساس سينمائي بيوصلها لمستوى فيلم مغامرات حقيقي.

على مستوى الأداء، اللعبة بتشتغل على Xbox Series X بمعدل 60 إطار في الثانية، وده كان شيء ممتاز. بس كان فيه مشكلة صغيرة؛ في بداية كل مشهد سينمائي بيحصل تقطيع لحظي، لكنه مش مؤثر على التجربة العامة، اللي تعتبر فوق الممتازة سواء في الرسوميات أو الأداء.

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle

تقييم نهائي

10/9

قدرت  لعبة Indiana Jones and the Great Circle ترجع روح مغامرات إنديانا جونز بطريقة حديثة وممتعة. القصة كانت محبوكة كويس والشخصيات كانت ليها عمق فعلاً، خلوا اللعبة تحسها كأنها جزء من السلسلة الأصلية. الألغاز والجرافيكس كانوا في مستوى عالي جدًا، وخدونا في رحلة مليانة تفاصيل وجمال بصري. صحيح إن التسلل والقتال كانوا محتاجين شوية شغل عشان يبقوا أمتع، لكن الألغاز والاستكشاف غطوا على العيوب دي وقدّموا تجربة حقيقية لأي حد بيحب المغامرات. لو كنت من عشاق السلسلة أو بتحب الألعاب اللي فيها استكشاف وألغاز ذكية، اللعبة دي هتبقى فرصة حلوة تعيش مغامرة جديدة مع إنديانا جونز.

مراجعة Indiana Jones and the Great Circle