مراجعة لعبة Assassin’s Creed Shadows

من أول ما سمعنا إن سلسلة أساسنز كريد رايحة لليابان الإقطاعية، كنا عارفين إنها داخلة على منطقة مليانة ألغام، لأن ألعاب كتير قدمت تجارب خرافية في نفس الحقبة دي، زي Ghost of Tsushima وNioh وغيرهم الكتير. فكان التحدي الحقيقي قدام Ubisoft هو إنها تقدر تقدم حاجة تميز Assassin’s Creed Shadows عن باقي الألعاب اللي سبقتها في استكشاف اليابان الإقطاعية.
بعد أكتر من 60 ساعة لعب، قدرنا نختم فيهم القصة بالكامل، مع تجربة جزء كبير من المحتوى الجانبي، جه وقت نحكم على اللعبة بواقعية: هل فعلاً قدرت ترجع السلسلة لمسارها الصحيح؟ وهل قدمت تجربة تستحق وقتنا؟ تعالوا نشوف.

القصة بدون حرق: صراع سياسي بطابع سينمائي
اللعبة بتاخدنا لليابان سنة 1579، تحديدًا في فترة Sengoku المعروفة، واللي كانت مليانة صراعات دموية بين العشائر والمدن اليابانية. وهنا بييجي دور القائد “أودا نوبوناجا” اللي بيحاول يوحد اليابان بأي طريقة، حتى لو كان ده معناه المذابح والفتك بمعارضيه.
في وسط المعمعة دي، اللعبة بتقدملك بطلين رئيسيين:
• ياسوكي: مقاتل أفريقي الأصل كان عبد سابق وتم تحريره من قبل أودا نوبوناجا، وبدأ رحلته كأحد محاربي الساموراي.
• ناوي: مقاتلة نينجا من مقاطعة إيجا، بتستخدم أساليب الشينوبي الكلاسيكية في القتال والتخفي.
بداية القصة قوية جدًا، ويمكن تكون الأقوى من بعد Black Flag، لكن مع مرور الوقت بتبدأ تتعقد بشكل زيادة عن اللزوم، وبتتحول من حكاية جذابة لصراع سياسي متشعب، شبيه بمسلسل “Shogun”، لكن بدون توازن مناسب بين الدراما والأكشن. القصة بتمتد لحوالي 50 ساعة، وكان ممكن بسهولة يتم اختصارها لـ 20 ساعة من غير ما تفقد قيمتها.

أسلوب اللعب: متنوع ولكن مكرر
اللعبة بتقدم تركيبة أسلوب لعب مشابهة للأجزاء الأخيرة زي Valhalla وOdyssey، لكن مع بعض الاختلافات الجوهرية. وجود بطلين بيضيف تنوع حقيقي، لأن كل واحد منهم ليه طريقة لعب مختلفة:
• ناوي: أسلوبها بيعتمد على التخفي، الاغتيالات، والحركة السريعة.
• ياسوكي: معارك مباشرة عنيفة، باستخدام الكاتانا وأسلوب الساموراي التقليدي.
اللعبة بتستخدم نظام “لوحة الأهداف”، اللي بيخليك تحدد أهدافك وتنفذ الاغتيالات، لكن للأسف التصميم ده بقى متكرر ويفتقر للإبداع. معظم المهام بتتمحور حول التسلل لقلعة، اغتيال شخص معين، أو خوض معركة مباشرة. بعد 30 ساعة لعب، هتحس إنك بتعيد نفس الحركات بنفس الطرق من غير تجديد حقيقي.
أما بالنسبة للباركور، فهو اتحسن عن فالهالا، لكنه لسه بعيد عن مستوى Unity. ناوي عندها خفة حركة ممتازة، وبتستخدم الخطاف اللي بيساعدها في التنقل، لكن للأسف استخداماته محدودة مقارنة بألعاب زي Syndicate.
أول ما عرفت إن اللعبة هتركز أكتر على التخفي، اتحمست لفكرة إنهم ممكن يعملوا نظام إضاءة شبيه بـ “سبلينتر سيل”، بحيث وجودك في الضلمة يخليك شبه مخفي، وكل ما تقرب من مصدر نور، تبقى أكتر وضوحًا. الفكرة نظريًا حلوة، لكن في التطبيق مش فارقة أوي. كنت بقدر أقف فوق الأسطح حتى لو مقياس الرؤية عندي مليان، وبرضه محدش بيشوفني! يعني واضح إن اللعبة لسه معتمدة على نفس نظام الـ line of sight المعتاد من الأجزاء اللي فاتت.
الشخصية الأساسية للستيلث هنا هي “ناوي”، ودي نينجا حقيقية، تقدر تتسلل، تستخدم الحبل الخطاف عشان توصل للأسطح، وتدخل من فتحات ضيقة. مقارنة بـ “ياسوكي”، اللي هو الشخصية التانية المقاتلة، ناوي بتفتح طرق جديدة في عالم اللعبة، بس بصراحة، مش حاسس إن الفارق ده كبير. أغلب الميكانيكس اللي بتستخدمها ناوي شفناها قبل كده بأشكال مختلفة في الأجزاء اللي فاتت.
حتى الأدوات اللي بتستخدمها ناوي مش بتضيف تنوع كبير، عندها كوناي للقتل السريع، وقنابل دخانية للهروب، وجرس ممكن ترميه عشان تشتت الأعداء. نفس الأفكار المعتادة، مفيش حاجة حسستني إن اللعبة بتاخد الستيلث لمستوى جديد.
لسه عندنا نفس مشاكل الألعاب اللي فاتت، زي إن الـ parkour ساعات بيبقى عنيد، تلاقي نفسك متعلق في مكان مش عارف تفلت منه بسرعة وقت الهروب. بردو موضوع إن الضربة الخفية (Hidden Blade) ممكن ما تقتلش الأعداء الأقوى راجع تاني، وده بيخلي التخطيط مش بنفس الأهمية زي الأول، لأنك هتحتاج ترفع مهاراتك بالـ XP عشان تقدر تقتلهم بضربة واحدة.
اللي ضايقني أكتر هو إني كنت بلعب بطريقة تخفي بالكامل، وفجأة ألاقي نفسي مجبر على قتال بوس بشكل مباشر! ليه؟ لو أنا اخترت أكون نينجا، المفروض يدوني فرصة اغتياله بأسلوبي، مش يجبروني على القتال بالسيف! حتى لو اللعبة بتقولك تقدر تبدل لـ “ياسوكي” قبل القتال، ده مش حل، لأن كده بيحسسني إن اختياري للستيلث مالوش قيمة.
الرسوم والصوتيات: روعة بصرية وتجربة صوتية مميزة
الجانب البصري هو أقوى نقاط اللعبة بلا منازع. اليابان الإقطاعية تم تقديمها بأجمل شكل ممكن، مع تفاصيل دقيقة في المدن، الغابات، والتضاريس المختلفة. الفصول المتغيرة بتضيف تنوع بصري خرافي، والمشاهد السينمائية مليانة تفاصيل وحركات وجه ممتازة.
أما الصوتيات، فالموسيقى مزيج رائع بين النغمات اليابانية التقليدية واللحن الأيقوني للسلسلة. الأداء الصوتي للشخصيات كان ممتاز، خصوصًا التفاعل بين ياسوكي وناوي، اللي حسسني إن علاقتهم ليها عمق وتأثير على القصة.
الكلمة الأخيرة
Assassin’s Creed Shadows لعبة ضخمة بتقدم تجربة ممتعة لمحبي السلسلة، لكن مع تكرار واضح في المهام، وتمطيط غير مبرر في القصة. من ناحية الرسوم والصوتيات، دي واحدة من أقوى الألعاب اللي قدمتها يوبي سوفت، لكن من ناحية أسلوب اللعب، مفيش جديد يذكر.

التقييم النهائي
8/10
لو بتحب ألعاب السلسلة الحديثة، هتلاقي فيها متعة، لكن لو كنت مستني تجربة تخلد في الذاكرة زي أجزاء Ezio أو Black Flag، فقد لا تكون هذه اللعبة هي اللي هترجع السلسلة لمجدها القديم.
المميزات
• عالم ياباني غني ومفصل
• شخصيتان قابلتان للعب بأسلوبين مختلفين
• اللعبة قدمت أفضل تخفي في السلسلة
• عناصر تقلبات الطقس وتأثيرها على أسلوب اللعب
• نظام قتال جديد يجمع بين السرعة والتكتيك
• تنوع في شجرة مهارات كل شخصية
العيوب
• نهاية اللعبة وربطها بالسلسلة
• الذكاء الاصطناعي للأعداء مخيب للآمال
• تكرار تصميم المهمات الرئيسية
• وجود مشاكل في توازن الشخصيتين الرئيسيتين
• التركيز على القصة لم يكن عميقًا بما يكفي