كتير مننا مبيفضلش الألعاب الاستراتيجية و بيحب الالعاب الخطية أو العالم المفتوح اللي بتديك حرية الحركة و بتحسسك بالواقعية اكتر من أي تصنيف تاني, لكن برضو من وقت للتاني بتنزل ألعاب ستراتيجية بأفكار جديدة و الألعاب ديه بتحاول بشكل ما تجذب اللاعبين اللي مبيفضلوش التصنيف ده, و ده اللي حاولت تعمله Aliens: Dark Descent
بشكل عام انا من الناس اللي بتحب النوع ده و من وقت للتاني بدي فرصة لألعاب استراتيجية مختلفة, لكن لما سمعت ان في لعبة ستراتيجية تفاعلية بتدور أحداثها في الفضاء اتحمست جدًا, فتعالى نشوف هل اللعبة فاجئتني علي اد الحماس ده؟
القصة
أول حاجة اللعبة ديه هي تعاون بين استوديو الأفلام 20th Century المعروف و ستوديو مطورين اللعبة Tindalos Interactive. التعاون بينهم كان بهدف انهم ياخدو الحقوق المطلوبة عشان ينتجوا لعبة بتدور احداثها في عالم سلسلة الأفلام العريقة Alien.
أفلام Alien هي أفلام نزلت في التمانينات و كانت بتدور أحداثها في وقت كان البشر فيه متطورين جدًا و قدرو يستعمرو كواكب تانية و يسافرو مسافات بعيدة عن الأرض. لكنهم مكانوش يعرفو انهم بيقربو أكتر من كائنات تانية مبتهزرش و هم الـ xenomorph.
نروح بقى للعبتنا Aliens: Dark Descent. اللعبة بتدور أحداثها بعد 20 سنة من احداث الجزء التالت من سلسلة أفلام Alien. في الوقت اللي كان فيه البشر قدروا يسيطروا على الوضع اكتر و يحموا نفسهم من الكائنات الفضائية.
البشر استعمرو واحد من أقمار الكواكب الضخمة و هو قمر Lethe. القمر اللي من كتر ما هو ضخم أبطال اللعبة بيعتبروه كوكب. على متن سفينة pioneer المسئولة عن جميع السفن اللي بتدور حوالين قمر Lethe, بيتفاجئ كل اللي علي السفينة ان في حد فتح الحاويات اللي جواها بيض كائنات الـ Xenomorph.
الكائنات ديه بتحتل السفينة الأم و بتقتل كل اللي فيها و بينجو منها النائبة Hayes بمساعدة جنود الـ Marines و بياخدوها على سفينة Otago. لكن للأسف بتكون Hayes فعلت وضع الحماية في السفينة الأم و اللي بتضرب أي شيء قريب منها و اللي كان من ضمنهم سفينة Otago.
بيضطرو ينزلو بالسفينة على القمر Lethe عشان يكتشفو ان كل المستعمرات اللي على الكوكب دمرتها الكائنات الفضائية. و بتنطلق في رحلتك لمحاولة التواصل مع باقي السفن و انك تصلح سفينة Otago عشان تخرجو من الكوكب المليان بالـ Xenomorphs في اقرب وقت.
يمكن قصة اللعبة زي ما حكيتهالك كدة شبه أفلام alien جدًا من حيث الحبكة بتاعتها و من حيث فكرة انكو محبوسين على كوكب مليان بالوحوش ديه. لكن بعد كدة القصة بتقدم مفاجئات و تغيرات عجبتني جدًا خصوصًا في الحوارات بين الشخصيات.
يمكن كان العيب الوحيد فيها هو التمثيل الصوتي للحوارات ديه, و اللي احيانًا هتحس انهم مجرد بيقرو من علي الورق و في اوقات تانية كانت الحوارات مقبولة.
أسلوب اللعب
aliens dark descent هي لعبة استراتيجية تفاعلية يعني هتديك عناصر كتير للتخطيط و التفكير, و برضو هتديلك امكانية التفاعل مع المعارك و التحكم في الشخصيات بحرية.
اللعبة بتقوم على فكرة انك بتعتني بجنودك في السفينة من نواحي كتير هنتكلم عنها كمان شوية, و أول ما يبقى عندك 4 جنود جاهيز بتقدر ترسلهم لواحدة من المستعمرات اللي على الكوكب عشان يخلصو مهمة معينة و بمجرد ما تخل المهمة ديه بيتفتحلك مستعمرات جديدة بمهمات جديدة و هكذا.
فتعالى نتكلم شوية عن جانب التخطيط اللي بيحصل قبل ما ترسل جنودك في مهمة لواحدة من المستعمرات لأن الجانب ده مليان تفاصيل مميزة.
العنصر المحوري في التخطيط هنا هو الجنود اللي هتنزل بيهم أرض المعركة و دول مبيبقوش شخصيات ثابتين بل بيتغيرو و بتستبدلهم باستمرار. و ده لأن الأبطال الرئيسيين في اللعبة هم Hayes و Jonas Harper قائد قوات الـ Marines مش الجنود نفسهم لأنهم بيتوجهوا من الأبطال دول في أرض المعركة.
في أكتر من جانب في جزئية الاعتناء بالجنود دول زي الجانب الصحي مثلًا. في الجانب ده انت بتهتم بصحة جنودك بأكتر من طريقة. زي مثلًأ ان الجنود ممكن يرجعو من واحدة من المهمات صحتهم مش تمام أوي, يعني ممكن يكونو مجهدين أو فاقدين الوعي, أو رجليهم مكسورة و اصابات تانية كتير.
اعتنائك بصحتهم بتبقي من خلال خانة العيادة اللي على السفينة. اللي لفت نظري جدًا في الفكرة ديه هي فكرة الواقعية و كمان فكرة انك تضحي بحاجة مقابل حاجة.
جنودك لما بيتصابو بيحتاجوا أيام عشان يتمو علاجهم و تقدر ترسلهم للمهمات تاني. عدد الأيام بتختلف على حسب الاصابة يعني ممكن يكون مجرد جندي مجهد محتاج يومين راحة, أو جندي رجليه مكسورة محتاج 10 أيام. تقدر تقلل الأيام ديه كل ما عدد الدكاترة اللي على السفينة بيزيد و دول بتنقزهم خلال المهمات.
في الخانة الرئيسية اللعبة بتخيرك هل ترسل جنودك في مهمة, ولا تدور Next Day و تنتقل لتاني يوم. و هنا نيجي لفكرة التضحية اللي كلمتك عنها و هي انك لو معندكش جنود جاهزين فانت مضطر تعدي الأيام لحد ما يبقو جاهزين تاني. لكن المشكلة ان كل ما بتعدي الأيام كل ما احتلال الكائنات للكوكب بيزيد و مع الوقت اللعب بيبقى أصعب كتير.
ده واحد من أهم العناصر اللي لازم تبقى موجودة في أي لعبة استراتيجية و هي فكرة التفضيل و اتخاذ القرار بين انك ترسل جنودك الضعاف للمهمة ولا تضحي بان الكائنات الفضائية مستواها يعلى مقابل ان الجنود المميزين بتوعك يرجعولك تاني. و ديه نقطة في صالح اللعبة.
جنودك مش كلهم زي بعض لأن الجنود اللي بتاخدهم للمهمات بيكسبو نقاط خبرة و بتقدر ترفع مستواهم. و مع كل مستور بيتفتحلك خانة جديدة تحط فيها قدرة جديدة للجندي. و مع وصولك للمستوي التالت بتقدر تخصص الجندي هل يبقى Medic عشان يساعد زمايله ولا يبقى قناص مثلًأ.
برضو من الحاجات المهمة هي فكرة ان كل ما تلعب اكتر كل ما اللعبة بتقدملك افكار جديدة. زي فكرة تخصيص الجنود ديه بتديك امكانية تنويع رهيبة في المعارك هكلمك عنها لما نخش على جزئية المهمات و المعارك و بيئات اللعب.
كمان انت هتهتم بالصحة النفسية للجنود. جنودك ليهم شخصيات مختلفة زي ان في جنود بيخافو من صوت الرصاص و جنود تانيين مصابين بالحظ السيء. الجنود دول نفسيتهم بتتدمر في المهمات و بيصابو بصدمات نفسية بتاخد وقت عشان تتعالج و ساعات بتكون دائمة.
لما تتقدم شوية هتتفتحلك خانة الصحة النفسية و اللي بتعالج فيها جنودك من الصدمات ديه. و ده جانب اضافي ممتاز جدًا و بيضيف للعبة تفاصيل أكتر. ده غير انه برضو اضافة استراتيجية عظيمة هتخليك تختار جنودك بعناية. لأن انت مش عايز تاخد جنود كلهم حظهم وحش أو كلهم بيخافو بسرعة.
بشكل عام التخطيط للي قبل المهمات حاجة عظيمة و مش هتحس فيها بملل خالص. و كل ما هتلعب اكتر كل ما هتحس ان لسة في حاجات لسة معملتهاش و لسة اللعبة عندها محتوى استراتيجي جديد تقدمهولك.
لما تخش بقى علي المهمات و المعارك فهي الفكرة ببساطة ان انت بتتحكم في اربع جنود مع بعض و بتتنقل في بيئات اللعبة عشان تقوم بالمهامات المطلوبة.
المستعمرات كانت معظمها متشابهة جدًا, رغم ان تصميمها كويس و منقدرش ننكر ان كان في بعض المؤثرات اللي لفتت نظري جدً فيها. لكن رغم كدة مكانتش فيها القدر الكافي من الاختلاف.
المعارك بتقوم على فكرة ان الأعداء بيعرفو مكانك و بيهجمو عليك و جنودك بيضربو لوحدهم أي عدو يقرب منهم. لكن انت كلاعب بيبقي عندك حاجات تقدر تعملها و تتفاعل بيها مع المعارك ديه. بيبقى عندك مجموعة من القدرات اللي بتقدر تضربها زي ضربات البندقيات مثلًأ أو انك ترمي قنابل.
كمان في حاجات تقدر تحطها في مكان حواليك زي الرشاشات الآلية الكبيرة اللي بتحطها في الأرض و هي بتضرب لوحدها. و ديه واحدة من الحاجات المحبطة في اللعبة لأني كنت متوقع يكون في حاجات أكتر أقدر أعملها.
معظم الوقت هتبقى بتتنقل بين المباني و بين الغرف اللي جوة المباني ديه و في المعارك اللي هتظهرلك فجأة هتحس انك متقدرش تعمل حاجة و كلل اللي بتعمله انك بترمي قنابل و تقعد تدعي ان جنودك ميموتوش أو ميتخطفوش.
كنت متوقع ان يبقى في مثلًأ أفخاخ أقر أحطها أو حماية للجنود بشكل مؤثت مثلًا, ديه حاجات كانت هتخليني اتفاعل اكتر مع المعارك لكنها كانت فيها لحظات كويسة برضو خصوصًا لما بتقابل الـ Queen.
بشكل عام aliens dark descent لعبة استراتيجية قدمت أفكار حلوة جدًا و جو الفضاء فيها كان اكتر من رائع. لكن للأسف أسلوب اللعب كان فقير حبتين و كنت اتمني اشوفه متوسع اكتر من كدة.
الرسوميات و الأداء التقني
جرافيك اللعبة معنديش حاجة أقدر اقولها عليه غير انه مش جرافيك لعبة حديثة إطلاقًا. اللعبة من المفروض انها بتقدم لقطات سينيمائية بين وقت و التاني و عمومًا اندمجهت مع اللقطات ديه لكن كان السيء فيها هي تحريك وجوه الشخصيات و هم بيتكلمو و كمان تصميم البيئة اللي حواليهم.
أما بقى عن الأداء التقني فالفريمات ثابتة و مقابلنيش مشاكل في الجانب ده. لكن قابلني جليتش واحد أو اتنين لما واحدة من الشخصيات الأربعة اتزنقت في مكان ضيق و مقدرتش اكمل المهمة و اضطريت اعيدها من الأول و نفس الكلام لما واحدة من الشخصيات خرجت حدود المنطقة اللي انا فيها و برضو عيدت المهمة.