عن الألعاب

هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟

هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟

كلمة RPG كتصنيف لألعاب الفيديو هي اختصار لمصطلح Role Playing Games ومعناه إن تجربة اللعبة ككل بتسمحلك بشيء أشبه بعيش حياة جديدة كليًا، أو تقمص شخصية بطل اللعبة، والتحكم بيه في جميع مواقف حياته لو خداناها بترجمة حرفية. النوع ده من الألعاب نشأ من السبعينات مع أول لعبة تعتبر من النوع ده وهي Dungeons & Dragons. لو بصينا لفكرة تقمص الشخصية من منظور أوسع هنلاقي إنها تقريبًا بتشمل كل الألعاب، أي لعبة هي تقمص لشخصية البطل لإنك بتتحكم فيه صح؟

صح، لكن مع مرور الوقت وإبداع كل مطور في لعبته، ومحاولات كتير لتعميق الأدوات والإمكانيات المتاحة للاعب للتحكم بشكل أكبر في حياة شخصية البطل، نتج نوع من الألعاب بيتيح تحكم أعمق من الطبيعي في شخصية البطل، ووصل الحال لإن شخصية البطل تكون شخصية من صنعك بالكامل، من حيث المظهر والمهارات، وده اللي بتعمله ألعاب زي Fallout و Dragon Age.
هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟لعبة زي أنشارتد مثلًا، ماينفعش نقول عليها لعبة أر بي جي، لإنها مابتقدملكش تجربة تقمص لشخصية نايثان دريك، وإنما بتقدملك تحكم في الشخصية في فترة معينة من حياته، ده اللي بنسميه Pre Established Character.
مع الوقت توسعت الأفكار اللي بتقدمها ألعاب الRPG عشان توصل لتقديم اختيارات في الحوارات، وكيفية التعامل مع القصة وشخصياتها، لعبة زي فول أوت مثلًا قدمت اختيارات بتخليك تشكل شخصيتك علي مزاجك، سواء بإسلوب وقح أو عنيف ومتهور أو متحفظ، وبعض الألعاب وصلت لتقديم حياة البطل العاطفية في بعض الألعاب، ومجموعة من النشاطات الجانبية اللي ممكن يقوم بيها، زي الMini Games، والمهمات البتيجي تحت مسمي Errands واللي بتبقي في وصفها شيء شبيه بالوظيفة اللي بيقوم بيها اللاعب، وحتي إن بعض الألعاب قدمت إمكانية الأكل والشرب والنوم في الألعاب، وهنا طبعًا نتج عن كل ده زيادة في متوسط عمر الألعاب من النوع ده، وهنا ظهرت مشكلة كبيرة.

هل كلنا عندنا 70 ساعة نضيعهم علي لعبتين أو 3 في السنة؟

هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟مع زيادة شهرة ألعاب الأر بي جي بشدة في الجيل السابق، اتجهت شركات كتير لإنتاج ألعابها من النوع ده، وده خلانا بنشوف نوع من أنواع التضخم في النوع ده، علي حساب أنواع تانية، كل سنة في لعبة أو لعبتين كبار من حيث الاسم، والقيمة الإنتاجية، كل واحدة فيهم بيتراوح عمرها بين 50 ل 100 ساعة كحد أدني، وفيهم اللي ممكن يوصل تجربته ل200 ساعة لعب! خد عندك 2020 كمثال، صدر فيها أساسينز كريد فالهالا، سايبربانك 2077، وهورايزن زيرو دوون (لو إنت من لاعبي البي سي) وفاينال فانتسي 7 ريميك. و فينيكس رايزينج.ألعاب ممكن تلاقي نفسك خلصت السنة عليهم لو انت شخص بتشتغل أو عندك مشاغل بتمنعك تلعب 10 ساعات يوميًا.

مشكلة النوع ده من الألعاب هو إنه معظمهم بيظهر عدم احترامه لوقتك بشكل مزعج في بعض الأحيان، عن طريق تقديم مط في الأحداث، أو اسلوب الLevel gates اللي اتقدم في إصدارين أساسينز كريد اللي قبل فالهالا، أو حتي عن طريق وجوب تاديه مهمات جانبيه كتير عشان تبقي في مستوي اعداءك وتقدر تواجههم.

طول ما كانت الألعاب دي موجودة كنوع وسط كذا نوع من الألعاب كان الموضوع مقبول، لكن دلوقتي ومع اتجاه أغلب الاستديوهات لتحويل مشاريعها الكبيرة لألعاب أر بي جي، أو حتي تضمين عناصر من الاسلوب ده تحتي مسمي Semi-rpg زي لعبة جوست أوف تسوشيما مثلًا، بقي صعب جدًا تجاري السوق، وتجرب أكتر من تجربة أو أتنين بالكتير من النوع ده سنويُا. وبالتالي ألعاب كتير حلوة هتفوتك، ممكن تكون بتقدم تجديد مميز، أو قصة تستحق التجربة زي أغلبية الألعاب اللي ذكرتها.

وهم الاختيار في أغلبية ألعاب الrpg المعاصرة.

هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟أحد أهم الأعمدة اللي بترتكز عليها أي لعبة أر بي جي، هي نظام الاختيارات، وتفرعها، والعواقب الناتجة عن كل اختيار، بحيث لو اخترت تلعب اللعبة بشخصية، كل هدفها هي مصالحها الشخصية، تتحول اللعبة وعالمها لعالم متجاوب مع سلوكك، وبالتالي عواقب أفعالك سواء سيئة أو إيجابية تكون ظاهرة، ومؤثرة علي القصة وبالتالي يبقي في قيمة إعادة، لو حبيت تجرب شخصيتك لو كانت علي النقيد هتحصل علي قصة شكلها عامل إزاي. أحد أفضل الألعاب اللي قدمت النظام ده كانت لعبة ويتشر 3 و يليها ويتشر 2، ولعبة تانية بإنتاجية صغيرة، اسمها Vampyr، واللي يعرفني شخصيًا هيكون عارف قد إيه اللعبة دي رجعتني أبقي محب شغوف بألعاب الأر بي جي الحقيقية. وهنا أنا استخدمت كلمة الحقيقية، عشان بالفعل الاسلوب ده اختفي تمامًا. ألعاب كتير بتدعي إنها أر بي جي، ولكن فكرة الاختيارات فيها ضحلة، أو متقدمة في الأمور الفرعية فقط، وبتفرض عليك أحداث معينة مايكونلكش فيها أي اختيار، وأقرب مثال علي كده سايبربانك، وأساسينز كريد فالهالا.قيمة الإعادة في اللعبتين دول مش كبيرة علي الرغم من ضخامة عالمهم، وهنا فالكم جيه لعي حساب الجوده في جانب كان زمان جانب مهم جدًا عشان اللعبة بالفعل تتسمي أر بي جي.
هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟علي الجانب الآخر، بعض الناس بتستمتع بالنوع ده من الألعاب، وبتشوف إن القيمة المدفوعة (60 دولار) لازم قدامها يتم تقديم محتوي بالحجم اللي بنشوفه في ألعاب زي ويتشر وأساسينز كريد (آخر 3 إصدارات)، وإن بناء شخصيتك في عالم ضخم زي العوالم دي شيء ممتع، وإحساسك بالprogress الكبير اللي بعمله لما بتلاقي أسلحة متقدمة، وبتطورها أكتر عن طريق نظم الكرافتينج والlooting شيء ممتع برضو، لكن خلينا نتفق إن الصوت الأعلي حاليًا هو صوت الناس اللي زهقت زي حالاتي. الناس للي عايزة تجديد عن الاسلوب المعتاد من كل الألعاب حاليًا. مش لازم كل لعبة ألعبها تقدم نظام Crafting وجمع موارد، لكن أنا عايز قصص مكتوبة حلو، تصميم مهمات قوي ومختلف، ولحظات تعلق معايا ومانسهاش بسهولة. لعبة زي Red dead redemption مع كونها لعبة Semi-rpg عن طريق تضمنها لنظم كرافتينج وتطوير للشخصية والأسلحة، وبعض الاختيارات في القصة، لكن حجر الأساس في نجاح كل ده، هو القصة القوية، وعدم تطلب القصة grinding(محتوي جانبي) كتير عشان تكمل فيها، يعني ممكن تلعبها كلها مرة واحدة من البداية للنهاية.
هل جيه الوقت عشان تنتهي موضة ألعاب الRPG؟

في النهاية:

وأساسينز كريد فالهالا من أكتر الألعاب اللي استمتعت بيهم السنة دي، لكن خدت مني وقت كبير، ويمكن أكتر من اللازم علي الرغم من رضايا عن مستواها في القصة اللي قدمتها، لكن كان ممكن القصة دي يبقي فيها حشو أقل، وتبقي مركزة أكتر، وبالتالي، تتيح لي إني أخلص اللعبة وأنا معجب بيها، مش وأنا بزق نفسي عشان أخلص، مش لإني زهقت، لكن لإني تعبت! تعبت من كمية المهمات، وحاسس إني شبعت من الميكانكس بتاعة اللعبة، وعالمها، والشخصيات. ألعاب الأر بي جي هتستمر معانا إلي الأبد غالبًا، لإنها نوع قوي وناجح من ألعاب الفيديو، لكن في اعتقادي في الفترة الجاية هنرجع نشوف ألعاب عالم مفتوح عادية، ويمكن ألعاب خطية كمان، بتقدم قصص مُركزة، وعالم مبني فقط لخدمة القصة مش للتعمق فيه، وده بسبب إن عدد الألعاب اللي في السوق بقي كبير، وألعاب الأر بي جي بتتطلب وقت ومجهود كبير في التطوير. فيمكن من الحكمة إننا نشوف ألعاب بأسعار أقل ومحتوي أصغر بدل ما تبقي الشركات في محاولة دايمة لتقديم محتوي يليق بسعر ال60 دولار ؟

author-avatar

About Mostafa Argoun

محرر في مجال الألعاب منذ عام 2012 بعتبر الألعاب فن، وبحب ألعاب القصة والأر بي جي بشكل رئيسي