بداية معرفتي باستوديو ريمدي كانت مع لعبة Alan Wake اللي كنت فاكرها لعبة رعب بتصميم سيء، ومكرر لما جربت أول أربع ساعات منها، من غير ما أسمع أراء عنها. واحد صاحبي أقنعني اكمل اللعبة وأكتشفت في نهايتها إن قصتها وتصميمها اللي يبدو ليك كمسلسل تلفزيوني من نوع تشويق وحريمة ورعب أعمق مما كنت متخيل. القصة فيها جوانب رائعة وخارقة للطبيعة مكتوبة بشكل رائع مايطلعش غير من مؤلف مبدع. بعد شوية بحث اكتشفت إن الاستوديو ده هو اللي كان ورا أول جزئين من سلسلة Max Payne واحدة من أشهر سلاسل الشوتر من المنظور التالت. وعلي قد ما في تشابهات بين Alan Wake مع Max Payne في التركيبة الأساسية لاسلوب اللعب، علي قد ما كنت متحمس للتغيير الواضح اللي تم علي التركيبة دي مع Quantum Break وقت الإعلان عنها.
Quantum Break هي لعبة شوتر من منظور الشخص التالت برضو، لكنها لعبة خيال علمي في المقام الأول، البطل فيها بيمتلك قدرات خارقة، وبالتالي فهي ممكن تصنيفها كلعبة Super hero زي سلسلة Porotype و Infamous. العنصر ده شد انتباهي كتير، لكن اللي شدني أكتر هو مستوي كاست الممثلين، ومدي جودة الجرافيكس اللي شوفتها للعبة في عروضها الدعائية الأولي. كنت شايف إن الموضوع مبشر لإن مايكروسوفت ضخوا أموال ضخمة عشان يبقي عندهم حصرية قوية في قوة أنشارتد، واللي كانت علي وشك إن ينزلها جزء رابع -ممكن نتكلم عنه بعدين- وكانت محققة نجاح كبير، وxbox كانت لسا بتعافر في حرب الحصريات قبل ماتتحول لاكتساح حرب الخدمات بين الشركتين. الكاست الخاص باللعبة مكون من Dominic Monaghan وAidan Gillen وShawn Ashmore و Lance Reddick وCourtney Hope
وMarshall Allman، ودول أغلبهم ممثلين صف أول.
الموضوع ماتوقفش عند كده بس، بل تم الإعلان عن إن اللعبة هتتضمن مسلسل مكون من 4 حلقات، بيكمل أحداث اللعبة. وهيكون ليه كاست زيادة علي كاست اللعبة. بمعني إن في شخصيات هتظهر في المسلسلة، مش هتظهر في اللعبة والعكس. الفكرة إن الموضوع في العروض الدعائية كان مربك، حاجات وافكار كتير شايفينها قدامنا متقدمة بجودة خرافية، لكن بدون ما نعرف كل ده هيتقدم في مشروع واحد إزاي؟
قصة اللعبة:
بعد تجربتي للعبة كنت منبهر في ساعتها الأولي، خصوصًا بسبب إن قصتها شدتني، قصة شخصية عن أخين علاقتهم معقدة، وفيها غموض، بتدور في إطار السفر عبر الزمن، والمشاعر الإنسانية من غضب، وحزن ورغبة في الثأر. الموضوع كان مغري ليا إني أشوف نهايته فين، وإي مدي التجديد اللي قدمه استوديو ريمدي علي فكرة السفر عبر الزمن، والكليشيهات بتاعة الثأر. والحقيقة إن نهاية اللعبة ماخيبتش ظني، وخلتني أحس إني ماضيعتش وقتي، بل وإن كمان المسلسل شدي بشكل غير متوقع، وخلاني أستني أخلص الجزء بتاع اللعب، عشان أشوف الحلقة اللي بعده، وده بفضل طاقم الممثلين، واستوديو ريمدي اللي عمل لعبة ومسلسل ممتازين في مشروع واحد. ميزة استوديو ريميدي إنه بياخد كل حاجة بيعملها علي محمل الجد بشكل كبيير جدًا، وبيديها كل اللي عنده من مجهود. فكانت دي النتيجة. قصة مليانة شخصيات مثيرة للاهتمام، وبيتطوروا مع الوقت والتقدم في اللعبة.
القصة فيها 4 شخصيات ميزوا التجربة بشكل كبير، وهم جاك جويس واللي بيمثل دوره Shawn Ashmore و Liam burke و Beth Wilder و Charlie Wincott.
تشارلي مش بيظهر في اللعبة هو و ليام برك. شخصيات تمثيلهم كان ممتاز، وليهم أكثر من بعد وتطور ملحوظ عن أول ما بتقابلهم. بتتعاطف معاهم عشان بتدرك إن مفيش حد شرير صرف، وإن كل واحد دايمًا مقتنع بأفكاره عشان سبب ما، حتي لو اختلفنا معاهم. العدو الرئيسي للعبة كان Paul Serene واللي بيلعب دوره Aidan Gillen أحد أبطال مسلسل صراع العروش (GOT) كان شخصية مثيرة للإهتمام لكن نهايته كانت محبطة. وتطوره يكاد يكون مش موجود. حسيت في لحظات إني متعاطف معاه، لكن ماجاش وقت وحسيت إن دوافعه واضحة أو منطقية. ودي مشكلة وقع فيها استوديو ريمدي لأول مرة، وهو إنه يقدملك شرير أحادي الجانب في كتابته.
القصة علي الرغم من كونها حلوة، إلا إنها لا ترتقي لمستوي فيلم أو مسلسل خيال علمي كبير، وأنا مابحاولش أوصلك إنها قصة عميقة أو ليها هدف أو فكرة محورية بتدور حواليها، ولكنها قصة مسلية، وتعتبر قريبة من أفلام والعاب الأكشن ذات الجودة العالية. كوانتم بريك في الأول والآخر كانت بتهدف لتقديم قالب محترم ومتعوب فيه يتقدلمك فيه شوية أكشن كويسين، وده ينقلنا للجيم بلاي، هل الأكشن كان يستحق كل التعب اللي تعبوه علي تصميم العالم والقصة؟
الجيم بلاي:
الجيم بلاي في تأثر واضح برضو بمدرسة الThird Person shooters، وده يمكن عشان اللعبة دي متوجهة مباشرة لمنافسة أنشارتد، لكن كمان عشان المطور ريميدي لسا ماخرجش من تحت عباءة ماكس بين، وألين ويك. علي الرغم من اختلاف الألعاب التلاتة في نوعهم، واحجة أكشن وواحدة رعب وواحدة خيال علمي، إلا إن التلاتة ممكن تحس إنهم من مطور واحد من خلال الجيم بلاي والشكل العام. الشوتينج، والحركة، والPlatforming ماكنش فيهم جديد كتير، لكن اللي كان جديد في اللعبة دي عن غيرها هو القدرات الخاصة.
القدرات الخاصة هنا كلها ليها علاقة بالقصة، وكلها بتدور حوالين اكتساب البطل القدرات دي من خلال الحادثة اللي حصلتله أثناء اختبار آلة زمن. وهي إمكانية الجري بسرعة كبيرة زي شخصية The flash، وإمكانية إيقاف الزمن لمدة قصيرة، وإمكانية صنع درع لحماية نفسه برضو لفترة مؤقته، و إمكانية إعادة الوقت. القدرات زي مانت شايف مش حاجة “أصلية” من كامل تأليف المصممين بتوع اللعبة، لكن الفكرة هنا اللي ميزت القدرات دي هو توظيفها في الجيم بلاي. ريميدي قدموا ألغاز بيئية كتير في ألين ويك، وهنا هم مقدموش ألغاز خالص. مافيش في مرة هيجي يطلب منك تلاقي طريقة تفتح بيها باب ما، أو تلاقي بيها مفتاح معين. فكان لازم يكون في تجديد يكسر فكرة إنك بتجري وتضرب نار بس. التغيير هنا كان في توظيف القدرات في المعارك والتنقل.
المعارك بتعتمد علي إنها ترمي قدامك عدد كبير من الأعداء، أغلبهم مختلف عن التاني في قدراته وحركاته. وده بيجبرك إنك تستخدم كل اللي بحوذتك من قدراتك، بل والدمج بينهم كمان. دودج بعدين داش بعدين هتوقف الوقت، عشان تدي نفسك وقت تضرب الأعداء اللي لابسين درع ده في نقط ضعف دروعهم. أو الأعداء اللي مابيتأثروش بوقوف الوقت، وعندهم قدراتك زيك بالضبط. وهنا المعارك بتتحول لمعارك إطلاق نار وحركة سريعة، وده شيء كويس عشان ماتعتمدش علي الاحتماء في الحاجات من حواليك، وتتحول اللعبة إلي Cover Based shooter.
مشكلتي مع الجيم بلاي في كونتام بريك هو إن أنظمه اللعبة مابيتمش التداخل بينهم تقريبًا طول عمر اللعبة. معارك الزعماء كان المفروض تقدملي تنوع أكبر لكنها كانت حرفيًا معتمدة علي الغشامة علي حساب الذكاء. معارك مملة ومكررة، وبتحاول تحسسك إنها صعبة عن طريق إنها تخلي العدو أقوي أو أسرع منك بس. تصميمها كان غريب الحقيقة، وفكرة إنك دايمًا بتعمل حاجة واحدة دي حسستني إن اللعبة تصميمها بدائي. إنت دايمًا يا في معركة، يا بتتنقل في البيئة، يا بتستخدم قدراتك الخاصة. مثال علي فكرة تداخل أنظمة اللعبة دي من لعبة شوتر من المنظور التالت برضو هي لعبة Watch Dogs اللي أدتني أدوات كتير أستخدمها لتحقيق نفس الغرض. استخدمت أسلوب مفتوح شوية في الخيارات اللي قدامي عشان اوصل لهدفي، وده ماكنش موجود في Quantum break. المحاولة اللي عمولها عشان يكسروا النمطية هي فكرة المسلسل، والاختيارات. بناءًا علي اختيارك، الحلقات اللي هتتفرج عليها ممكن تختلف، وده كان اختيار لطيف، لكن في الآخر المسارات كلها قريبة من بعض. وبرضو اللعبة ماستفدتش، اللي استفاد من ده هو المسلسل.
في النهاية: كوانتام بريك لعبة حلوة قصصيًا، متوسطة علي صعيد أسلوب اللعب، بجرافيكس عظيم إلي يومنا هذا، ومتعوب فيها، ولذلك هي قد تكون أكتر لعبة ريمدي اتعلموا منها، وخدوا مخاطرات جريئة تحسب ليهم. لكن في النهاية الحصيلة هي واحدة من ألعاب الخيال العلمي الفريدة من نوعها،اللي بتديك وعود كتير لكن بتوفي بنصهم بس. كوانتم بريك علي الرغم من عيوبها إلا إنها السبب الرئيسي في وجود واحدة من أعظم الألعاب علي الإطلاق، كنترول. وو أظن إن كوانتم بريك هتاخد قيمة أكبر لو تم ربطها ببقية ألعاب “عالم ريميدي” (ألين ويك وكنترول)